|


سعد المهدي
أجيال وراء أجيال
2020-09-23
قامت دولتنا السعودية سنة 1744م، وجددت عهدها باستعادة الرياض 1902، واجتمعت أطرافها وتوحدت تحت اسم المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932 م. في مثل هذا اليوم من كل عام نحتفل كسعوديين باليوم الوطني، نتذكر بالفخر والإعزاز، الموحد عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل أبانا العظيم، الذي جمع البلاد من أقصاها إلى أقصاها، فعانق شمالها جنوبها وشرقها غربها، انحنى نجدها لأحسائها، وسهل عسيرها لجوفها، ولوحت جازان بفلها وريحانها لغربها، امتزجت مدنها بقراها وصحراؤها بهجرها.
نتذكر الآباء والأجداد الذين بذلوا أرواحهم وأموالهم، لبناء دولة يحيون فيها، ومن بعدهم بعز وكرامة. هذا اليوم يوم عزة لكل مواطن على تراب هذه الأرض، فقد توحدت كلمتهم وأمنت أرواحهم وسلمت أعراضهم وأموالهم، وشمرت سواعدهم للبناء وحملت الأيدي السلاح للذود عن البلاد، نهض التعليم وتقدمت الصحة وانطلقت التنمية، وفتح الله كنوز الأرض وتغير كل شيء من حال إلى حال، بفضل الله ثم تعاضد شعب وقيادة ونوايا مخلصة، في أخوة صادقة ومواطنة متساوية، في الحقوق والواجبات.
توحدت اسمًا واحدًا مثل الجميع وملأهم طموحًا وآمالًا، امتزجت أرواحهم ألفة وحبًا ومضت مسيرتهم تضحيات وفداء، كل يوم للوطن وكلنا للوطن، ذكراه نعيشها في كل نسمة هواء نحيا بها، وذرة تراب نطؤها، نعيشها لحظات الأعمار وأنفاسه جيلًا بعد جيل، في عهد لا ينقطع ولاء، ووعد للأبد أن تظل رايته مرفوعة فخرًا وعزًا.
تسعون عامًا عمر التوحيد نزهو به ويزهو بنا، ما أنجزته بلادي بعدد السنين قرون، وما ينتظرها امتداد ليطول عنان السماء، هذه الهمة التي ترقى بها إلى القمة، لها شبابها أجيال وراء أجيال، من نقطة البدء في الدرعية منذ قرون إلى أنيوم مدينة المستقبل، ومن رؤوس النخيل وبيوت الشعر والطين، إلى التصنيع والتكنولوجيا وعلوم الفضاء، والمدن الاقتصادية والصناعية وإنسان هذه الأرض ذات الإنسان، مركز الحرص والاهتمام، الاستثمار فيه هو العنوان.
تحيا بلادي حرة أبية، ويحيا قادتها رمزًا لعظمتها، ويحيا شعبها تاجًا لحضارتها، مرحى لأبنائها وشبابها وقد تقدموا الصفوف وباتوا واجهة مستقبلها، حفظ الله الوالد القائد سلمان والوطن تحت ظله، ووفق ولي عهده محمد سنده وسيفه ودرعه، وحقق الله كل الأماني لبلادي.