|


هيا الغامدي
«كورونا» والآسيوي
2020-09-25
“أنا الوقوف رغم الظروف أنا البطل”.. هكذا عبر الهلال عن وضعه الاستثنائي القهري بهذه النسخة من دوري أبطال آسيا، قبل أن يخرج منه ظلمًا وعدوانًا من قبل “مافيا” خفية تعمل بالاتحاد الآسيوي، بغرض إبعاده عن المنافسة.
تعاملوا معه بنص القانون لا بروحه، وكان بالإمكان التعاطف مع الظرف الذي مر به الخارج عن إرادته وحوله وقوته بالتأجيل والتماس العذر، لكنه قوبل بالتعنت والرفض المتكرر والاستقصاد.. للأسف كورونا هو الخصم الذي وضع بطريق الهلال عمدًا لإخراجه/ إبعاده عن البطولة وإفساح المجال لغيره، يعلمون أن هزيمة الهلال من الملعب أمر بالغ الصعوبة، لذا فإن وضع العثرات أمامه أمر سهل جدًّا..
سابقة ربما لم تشهدها كرة القدم من قبل.. كان يمكن على أبعد تقدير اعتباره مهزومًا أمام شباب أهلي دبي واعطاؤه مزيدًا من الوقت والخيارات بدلاً من إبعاده بهذا الشكل المؤسف المخجل وهو البطل وحامل اللقب، دون احترام لتاريخه واسمه ومكانته.. سقطة عظيمة للاتحاد الذي لم يتعامل مع الجائحة العالمية كما يجب.. تتغير الكراسي والمناصب والرجال ويبقى الفكر والتعنت واستقصاد الأندية السعودية بالذات الهلال، والفكر العقيم بهذا الاتحاد “الصغير” فكرًا، وتعامل مع فريق “كبير” شكلاً ومحتوى.. اقتلوا الهلال أو انحروه المهم أبعدوه عن هذا الميدان الذي يهدد أحلام البقية.. جائحة أرهبت وأرهقت دولاً وشعوبًا فما بالك بفريق “محشور” مع 3 فرق أخرى بفندق ليس به إجراءات احترازية أو تباعد.. أين الاتحاد القاري من الإجراءات الوقائية التي يتعامل بها العالم مع هذه الجائحة؟.. أين مراعاة الظروف الاستثنائية القهرية؟.. هل هكذا يتعامل مع جائحة كورونا بمنافساته ليزيد الطين بلة؟..
الهلال خرج بطلاً مرفوع الرأس، بعد أن تحامل على ظروفه وتعنت اتحاد القارة التزم بالمنافسة واحترم كرة القدم، لكن الآسيوي لم يحترم الهلال ولا عدالة كرة القدم بالتأجيل أو اعتباره خاسرًا “بالمباراة” واستكمال البطولة.. فضيحة لا تغتفر لهذا الاتحاد، لكن قدر الله وما شاء فعل، لعلها خيرة للفريق الذي عمل كل شيء بالملعب لكنه حورب من خارج الملعب بطريقة مخزية من وراء كواليس الاتحاد الآسيوي المظلمة، آسيا صفحة يجب أن تطوى، المهم سلامة البعثة وعودتهم، كل شيء يعوض إلا المبدأ والشرف والكرامة، الهلال بطل بعيون العالم والإنسانية، خسر بطولة وكسب تعاطف واحترام العالم أجمع وسيعود أقوى مما كان.. سيشهد التاريخ على موقفه البطولي من هذه النسخة، فمن هزم الهلال ليس خصوم الميدان، بل أعداء الأبطال والإنسانية خفافيش الظلام..
ـ ما يحزنك ظلم “الغريب” بل قهر “القريب” إذا خذلك..