|


رياض المسلم
إنصاف الأساطير في المطارات
2020-09-25
عندما يأتي تكريم الأساطير من خارج مجالهم فإن وقّعه يتضاعف، فينالون الكثير من الإنصاف، وإن ما حققوه من إنجازات لم يصبها الجفاف، بل كانت محل اهتمام وزينت كل الضفاف..
مبادرة القائمين على مطار الملك فهد الدولي في مدينة الدمام وشركة مطارات الدمام، بوضع مجسم لخليل الزياني عميد المدربين السعوديين في صالة المطار، يحسب لكل من ساهم في هذه الفكرة ونفذها ويشكرون عليها..
المجسم ظهر بشكل جمالي مغلّف بالبساطة، وتم وضع صورة للمدرب القدير وومضة من تاريخه الذي قدمه على مدار عشرات السنوات خدم فيها كرة القدم السعودية..
وأحسن أصحاب الفكرة في اختيار الزمان والمكان للمجسّم ووضع تحت مرأى المسافرين، فيقطعون وقت انتظارهم في الصالات بالاطلاع على إنجازات المدرب وسيرته العطرة في الملاعب وخارجها، ويكفي أنه أول مدرب سعودي يحقق كأس آسيا في عام 1984م، ذلك الإنجاز وحده يحتاج إلى مجسم لا تكفيه جدران المطار كلها..
إنجازات الزياني ليست مقتصرة على الجانب الرياضي بل إنها سمّعت كافة الأوساط، وإلا لما شاهدنا فكرة المجسم تنفذها جهات لا علاقة لها بكرة القدم..
تلك المبادرة الرائعة من قبل إدارة مطار الملك فهد الدولي، نتمنى أن يقتدي بها بقية المطارات في السعودية، فلماذا لا نشاهد مجسمًا لماجد عبد الله في مطار الملك خالد الدولي في الرياض من دون أن يطلى باللون الأصفر، لكي لا ينفر عنه بنو هلال، أو لسامي الجابر في أحد المولات، أو ركنًا للخليوي ـ رحمه الله ـ أو أحمد جميل أو محمد عبد الجواد في “لوبي فنادق” أو ميادين عامة، وغيرهم الكثير من أبناء الوسط الرياضي يستحقون أن يحتفى بهم بطريقة مختلفة وبسيطة وغير مكلفة، ولكن وقعها كبير على صاحب المنجز..
طبعًا لا نجحف القائمين على الرياضة السابقين والحاليين في تكريم الأساطير، فلقد أبهرونا في مهرجانات الاعتزال ودعوتهم في المحافل، وكان آخرها التكريم الذي قامت به وزارة الرياضة لأبطال المنتخب الأولمبي بعد تأهلهم إلى أولمبياد طوكيو، ودعوة الأساطير في مقدمتهم خليل الزياني..
نشكر مجددًا ما قامت به إدارة مطار الملك فهد الدولي في الدمام، ونتمنى أن تعمم هذه المبادرة على بقية المطارات في السعودية، وكذلك بقية الجهات الحكومية تسير على النهج ذاته في مرفقاتها العامة.. فمجسم أسطورة سعودية خدم هذا الوطن أهم من نافورة أو مشتل زراعة صغير.. وتكون خير نافذة يطلع عليها السكان والزوار على أساطير هذا الوطن، سواءً في الرياضة أو الأدب أو الشعر أو الفن أو السياسة أو في أي مجال..