|


عبدالكريم الزامل
ثقافة «الأنا» تخريبية
2020-09-30
في التاسع من هذا الشهر، أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم “حملة استضافة” كأس آسيا 2027م، وحظيت بدعم إعلامي كبير على مستوى المؤسسات الإعلامية ومنصات التواصل، وكانت مبادرة إيجابية من الجميع، وهي نابعة من المسؤولية الوطنية.
الإعلام يتحمل مهمة تبني الرسائل المتنوعة لخدمة الوطن بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وأهمية الإعلام في تأثيره على القرار يأتي في اتجاهين إما سلبي أو إيجابي، والإعلام واحد من أهم الوسائل للتأثير على المؤسسات والمجتمعات في كافة أنحاء المعمورة، ووصل لذروته بعد ثورة وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها.
قيمة وأهمية الإعلام هي في الرسالة التي يقدمها للعالم الخارجي وأهمها نقل المعلومة الصحيحة وإبراز الوجه المشرق للبلد أمام العالم ومؤسساته، من هنا راهنت وزارة الرياضة السعودية واتحاد القدم على أهمية الإعلام في دعم استضافة كأس آسيا 2027م، إلا أن ما حدث أخيراً من بعض الوسائل الإعلامية وثلة من الإعلاميين عبر منصاتهم الشخصية أفسد ما كان يأمله محبو الوطن ومسؤوليه في دعم طلب الاستضافة..
واجه الاتحاد الآسيوي ولجانه في الأسبوعين الأخيرين وهم المعنيون باختيار البلد المنظم لبطولة آسيا بعد القادمة، هجوماً عنيفاً من بعض المحسوبين على نادي الهلال من وسائل إعلامية وشرفية أفرادًا وجماعات وصل حد كيل الاتهامات والتجريح والتشكيك، وطال أكثر مسؤولي الاتحاد الآسيوي في أعقاب تطبيق لوائح وأنظمة المسابقات الآسيوية على فريق الهلال بعد انسحابه في آخر مباراة له في مجموعته الآسيوية.
الثقافة الهلالية السائدة منذ عقود هي ثقافة “الأنا” وبصريح العبارة هم يطبقون “أنا ومن بعدي الطوفان”..
هذه المقولة هي فرنسية الأصل، وهي وصف معبر للأنانية في أبشع صورها، فهم لا يرون سوى ناديهم ومصالحهم فقط، حتى إن اقتضى الأمر أن يذهب كل ما عداهم إلى غياهب الجب أو يأخذه الطوفان غير مأسوف عليه، فهم أولاً وأخيرًا من يجب أن يبقى متسيداً لا يرضى أن يتقدم عليه أحد.. ثقافة تحتاج إلى إعادة الأمور إلى طبيعتها المتوازنة والاعتراف بأن للآخرين نفس الحقوق الممنوحة لهم.

نوافذ:
- عصر اليوم مواجهة سعودية آسيوية تجمع العملاقين النصر والأهلي، هي مباراة مدربين، فيتوريا يملك أسلحة التفوق فيما فلادان قد يواجه صعوبات في وقف أسلحة النصر، إلا أن مباريات خروج المغلوب لا تعترف بتلك الفوارق لأنها تُلعب على جزئيات صغيرة قد تحسم المباراة. وعلى دروب الخير نلتقي.