|


مساعد العبدلي
وداعا أبا ناصر
2020-10-01
ـ أشرقت شمس الأربعاء دون “صباح” فقد رحل الأمير صباح و”غربت” شمسه في وقت انتظر الجميع أن تشرق ويعود “صباح” إلى وطنه وشعبه.
ـ رحل الأمير “المبتسم”، “المحبوب”، “المسالم”، “المحنّك”... رحل من أحب “ببساطته” ألا يناديه الناس “بالأمير” وأن ينادوه “أبا ناصر” فعرفه “الصغير” قبل “الكبير” بهذا الاسم.
ـ أحببناه في “السعودية” و”الخليج” و”العالم العربي” و”العالم أجمع” قبل أن يحبه الكويتيون لأنه رجل “استحق” أن يحب “ويستحق” أن يبقى في القلب كذكرى جميلة.
ـ عندما يخطر في البال “دبلوماسيون” فإن الشيخ صباح لا يمكن أن يخرج عن قائمة “أشهر” ثلاثة وزراء خارجية في العالم.. الأمير سعود الفيصل والشيخ صباح وهنري كيسنجر.
ـ هؤلاء الثلاثة ارتبطوا بذاكرتنا كوزراء خارجية ليس لأنهم “قضوا” فترات طويلة في مناصبهم، بل لأنهم تميزوا بكل متطلبات “الدبلوماسية” وكانوا “علامات” فارقة في منح وزير الخارجية “شهرة” لم يكن لينالها صاحب هذا المنصب.
ـ كان الشيخ صباح “يجوب” العالم وزيرًا للخارجية “يرسخ” للكويت “الدولة” موقعها بين دول العالم كدولة حب وسلام، حتى ناداه كثيرون “بطائر السلام” لأنه قضى “خارج” الكويت أكثر مما قضاها “داخلها” بحثًا عن سلام يخدم “الكويت” بل وكل “العرب”.
ـ كان الشيخ صباح رجل “دولة” عندما تتطلب الأمور تدخلات “سياسية” وكان رجلًا “شعبيًا” إذ كان يعيش حياته مع شعبه دون تكلف، حتى إن “ابتسامته” كانت العنوان الأبرز لشخصيته.
ـ كان يبادر بزيارة من طرحه المرض على السرير.. كان لا يغيب عن مناسبات الزواج حسب ظروفه العملية.. كان في الصفوف الأولى في منازل وتجمعات العزاء.
ـ كان في الأعياد يزور معظم البيوت الكويتية ليبادر “هو” بالمعايدة قبل أن “يتلقاها” من الناس، فكان يزرع الفرحة والبسمة في نفوس الناس، وكان جزءًا لا يتجزأ من أعياد الكويتيين.
ـ رغم “ابتسامته” التي لا تفارق محياه فقد كانت “دمعته” قريبة عند أي موقف “إنساني” أو “سياسي” يشعره بالألم.. لا أنسى صورته “البسيطة” وهو “يسحب” طرف غترته ليمسح “دمعة” غالبته وهو الدبلوماسي القوي.
ـ كان يسعى للم شمل “الكويتيين” ويحزن لأي خلافات تحدث بينهم.. ويجتهد من أجل “وحدة” خليجية مثلما كان لا يتوقف بحثًا عن “توحد” عربي.
ـ هكذا كان صباح الأحمد الذي فقدناه “كسعوديين” قبل أن يفقده الأشقاء الكويتيين.
ـ لن تشرق شمس “صباح” الإنسان.. لكن شمس “الكويت” ستظل مشرقة بوحدة قيادتها وشعبها وبحبهم وتذكرهم للفقيد الغالي صباح الأحمد الجابر الصباح.