|


رياض المسلم
«ينْدُر» بن سلطان
2020-10-07
السياسة مادة إعلامية ليست جاذبة لغير متابعيها، ولكن عندما يتحدث أبرز محنكيها الأمير بندر بن سلطان، فهنا الجميع يذعن، فلقد فتح باب المعرفة ووسّع إدراك السعوديين والعرب والعالم، حول متاجرة القادة الفلسطينيين في القضية وموقف السعودية المشرّف تاريخيًّا..
نعيش في زمن المعلومات، ولكن لا تستطيع الوثوق في مصدرها أو حقيقتها، لذا فظهور الأمير بندر بن سلطان على شاشة قناة العربية جاء ليكشف خفايا القضية الفلسطينية على مدار أكثر من 70 عامًا، عاصر أكثر من نصف المدة ودخل في دهاليزها. هنا كل وسائل التواصل ومصادر المعلومات تصطف مع المشاهدين لتسجل اللحظات التاريخية، فحديثه بيّن للعالم أجمع والشعب السعودي خاصة حقارة القادة الفلسطينيين، وشهامة ونبل قادة بلادنا ودول الخليج في الوقوف مع القضية التي باعها أصحابها، ورغم ذلك يكنون لنا الحقد والكراهية منذ زمن بعيد ولا يزالون..
لن أتعمق في حديث الأمير بندر وألخصه في وصف الأمير عبد الرحمن بن مساعد له في تغريدة جاء فيها: “ظهور عظيم للداهية الفذ يسر الصديق ويغيظ العدا.. سرد تاريخي أتحدى أي أحد أن يجد فيه معلومة واحدة غير حقيقية.. وضح الملابسات والظروف.. ووضع النقط على الحروف.. وركن الهامشي على الرفوف.. وأسقط على رؤوس تجار القضية كل السقوف!”..
شدّني تلاعب الأمير الشاعر بالاسم.. فكتب.. “ينْدُر” بن سلطان..
فنعم.. “ينْدُر” أن نجد وطنًا عظيمًا كالمملكة العربية السعودية، ننعم فيه بالأمن والأمان، وراحة البال في الحل والترحال..
نعم، “ينْدُر” أن نشاهد ملوكًا كقادة بلادنا، همّهم رفعة شأن الوطن، وحمل همّ الأمتين الإسلامية والعربية والوقوف مع كافة الدول في الشدة قبل الرخاء، والتاريخ يحفظ المواقف السياسية الحكيمة والعطايا الجزيلة لملوكنا منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز “رحمه الله”..
نعم، “ينْدُر” أن نرى شعبًا كريمًا ومضيافًا ومسامحًا ومتسامحًا كالسعودي، مهما أسيء إليه من الشعوب الأخرى، ولنا في فلسطين خير مثال..
نعم، “ ينْدُر” أن يخرج لنا كالأمير بندر بن سلطان يتحدث بكل شفافية عن القضية الفلسطينية ويبيع الحقيقة على المتابعين، في زمن باع فيه القادة الفلسطينيون قضيتهم..
نعم، “ينْدُر” من يتحدث بالصدق من بين القادة الفلسطينيين، ولكن من حسن حظهم أن شعبهم لا يفكر..
نعم، “ينْدُر” أن تقدم قناة لقاءً مميزًا كما فعلت “العربية”، في زمن كثرت فيه قنوات الخداع، وتضع “الجزيرة” شارة القيادة لفريق تلك القنوات..
نعم، “ينْدُر” أن يتحول حجم “القراد” إلى الجمل..
ختامًا.. لمن باع القضية الفلسطينية.. نقول لهم: قلب رجل الدولة يجب أن يكون في رأسه، وليس في جيبه..