سبق أن كتبت عن الأغنية، لكنني أكتب مرة أخرى لأنني بدأت بمفارقة الكثير من المغنين بسبب تقدمي في السن واختلاف اهتماماتي، بينما بقي المغنّون بنفس تكرارهم، وكأن التقدم في السن يعني الخروج من دائرة الاستماع للأغنية.
من الخطأ وضع الأغنية في مصاف الترفيه، أو حصرها في وصف حالة إنسانية مرتبطة بين رجل وامرأة في حالات مختلفة، الأغنية كانت ومازالت وسيلة متعددة المنافع للإنسان، يتشارك في صناعتها كاتب متطلع لأن نتشارك الحياة بأفضل صورة، وملحن مهمته إيصال الكلمات إلى المستمع بنغمات تبقى في عقله وذاكرته، أما المغني فهو المؤدي الذي ينسجم صوته مع ما سبق، يحزنني أن أكتشف متأخراً أن الأغنية مرآة لحالة الأمم من تطور وتقدم، وإلى ما وصل إليه الإنسان من تدافع فكري نحو الأمام، وأنها رسالة معبرة لمختلف المجالات الإنسانية والفكرية، وليست متوقفة عند حالة عشق بين حبيبين كما هو الحال في واقعنا العربي، غنى المغنّون في أمريكا عن الفقراء وغنوا للأشخاص غير المحظوظين، وغنى الفرنسيون أغاني كانت عبارة عن طروحات فلسفية، وغنى الناطقون بالإسبانية أغاني تتحدث عن مصادر السعادة الحقيقية. اليوم وفي عالمنا العربي، لا يمارس المغنّون دورهم الحقيقي بأن يكونوا فنانين مهمتهم صناعة حالات جديدة من التفكير، أو في التعبير الفني المتميز عن حالات يعيشها الإنسان في يومياته أو يتطلع إليها، ومختلفة عن ما هو مكرر لدرجة الملل، اليوم كمستمع عربي صرت أعرف محتوى الأغنية قبل أن تغنى، لأنها تدور في الدائرة الممللة من المواضيع التي حفظناها، وصرت إذا ما استمعت لأغنية عربية لا أهتم بموضوعها بل باللحن إذا كان جيداً، وبعزف الموسيقيين والتوزيع الموسيقي للأغنية، دعونا نعترف صراحة بأن معظم المغنين صاروا يعملون كموظفين عند فئة عمرية من المستمعين، وهي الفئة العمرية المراهقة، لذلك نجد أن الكثير ممن تجاوزوا هذه المرحلة توقفوا عن الاستماع للأغاني لأن لا جديد بها، هذا الأمر هو من جعل ما تسمى بأغنية الشيلات أن تجد رواجاً كبيراً عند فئات مختلفة، لأنها جاءت بمواضيع وأفكار مختلفة عن السائد المكرر، بغض النظر عن مستوى تنفيذها الموسيقي.
على الفنان أن يتحمل مسؤولية لقبه، وأن ينظر لنفسه كقوة نافعة ومؤثرة، لأن في الفن رسائل متعددة، هل رأيتم يوماً ساعي بريد يحمل عدة رسائل مضمونها واحد؟
من الخطأ وضع الأغنية في مصاف الترفيه، أو حصرها في وصف حالة إنسانية مرتبطة بين رجل وامرأة في حالات مختلفة، الأغنية كانت ومازالت وسيلة متعددة المنافع للإنسان، يتشارك في صناعتها كاتب متطلع لأن نتشارك الحياة بأفضل صورة، وملحن مهمته إيصال الكلمات إلى المستمع بنغمات تبقى في عقله وذاكرته، أما المغني فهو المؤدي الذي ينسجم صوته مع ما سبق، يحزنني أن أكتشف متأخراً أن الأغنية مرآة لحالة الأمم من تطور وتقدم، وإلى ما وصل إليه الإنسان من تدافع فكري نحو الأمام، وأنها رسالة معبرة لمختلف المجالات الإنسانية والفكرية، وليست متوقفة عند حالة عشق بين حبيبين كما هو الحال في واقعنا العربي، غنى المغنّون في أمريكا عن الفقراء وغنوا للأشخاص غير المحظوظين، وغنى الفرنسيون أغاني كانت عبارة عن طروحات فلسفية، وغنى الناطقون بالإسبانية أغاني تتحدث عن مصادر السعادة الحقيقية. اليوم وفي عالمنا العربي، لا يمارس المغنّون دورهم الحقيقي بأن يكونوا فنانين مهمتهم صناعة حالات جديدة من التفكير، أو في التعبير الفني المتميز عن حالات يعيشها الإنسان في يومياته أو يتطلع إليها، ومختلفة عن ما هو مكرر لدرجة الملل، اليوم كمستمع عربي صرت أعرف محتوى الأغنية قبل أن تغنى، لأنها تدور في الدائرة الممللة من المواضيع التي حفظناها، وصرت إذا ما استمعت لأغنية عربية لا أهتم بموضوعها بل باللحن إذا كان جيداً، وبعزف الموسيقيين والتوزيع الموسيقي للأغنية، دعونا نعترف صراحة بأن معظم المغنين صاروا يعملون كموظفين عند فئة عمرية من المستمعين، وهي الفئة العمرية المراهقة، لذلك نجد أن الكثير ممن تجاوزوا هذه المرحلة توقفوا عن الاستماع للأغاني لأن لا جديد بها، هذا الأمر هو من جعل ما تسمى بأغنية الشيلات أن تجد رواجاً كبيراً عند فئات مختلفة، لأنها جاءت بمواضيع وأفكار مختلفة عن السائد المكرر، بغض النظر عن مستوى تنفيذها الموسيقي.
على الفنان أن يتحمل مسؤولية لقبه، وأن ينظر لنفسه كقوة نافعة ومؤثرة، لأن في الفن رسائل متعددة، هل رأيتم يوماً ساعي بريد يحمل عدة رسائل مضمونها واحد؟