|


فهد عافت
تدلّ قلبها!
2020-10-16
- ضيف “بلكونة” الجمعة لهذا الأسبوع هو الشاعر العذب والكاتب الممتع الأخّاذ الدكتور سعود الصّاعدي، قلم رشيق عميق، يأتي هذه المرّة حاملًا معه كتاب: “اعترافات شرسة”، لميا كوتو، ترجمة: مارك جمال، دار الآداب. مستهلًا القطف بهذا الخطف:
* معبر:
“اعترافات شرسة” رواية عالية الأسلوب، متدفقة العاطفة، عميقة الشجن، ممتعة في فصولها، تسبر عالم الدَّغل في مواجهة شرسة بين العمق والتخوم، والعواطف وصيرورة الحياة.
* مقتطفات:
ـ عالم من زجاج:
تناثر العالم بأسره إلى شظايا بغتة!.
ـ واجهة:
لموظفة الاستقبال صوت يشبه الناي، خُلِقَ لينسلّ عبر شقوق الزجاج المهشّم!.
ـ روح الحياة:
كانت أمي تستبق الشمس فجر كل يوم، فتجمع الحطب، وتحضر الماء، وتضرم النار، وتعدّ الطعام، وتحرث الحقل، وتنفخ الحياة في الطين، وتفعل كل ذلك وحيدة!.
ـ جسد العالم:
كان أبي رجلًا يملأ العالم، يطأ بقدمه أرضيّة البيت فنحسّ بالمكان يتأرجح تحت ثقله فجأة كما لو كنّا في قارب صغير!.
ـ الطريدة:
صياد أنا، وأعرف معنى أن يطارد المرء فريسة. وعلى الرغم من ذلك، فقد عشت مطارَدًا مدى الحياة. عشت ورصاصة بندقيّة تطاردني منذ الطفولة!.
ـ تدلّ قلبها:
منذ أحببتك والعالم بأسره لكِ أنتِ. ولذا، فأنا لم أهبكِ شيئًا، وإنما بالكاد رددته لكِ!.
ـ حفلة خواء:
كلما خوت الحياة، حفلت بالراحلين: المنفيّون، المجانين، الموتى!.
ـ سرّ النبع:
كان يبدو غديرًا مجهولًا، ولكنّا خفنا أن يجفّ إلى الأبد لو ظلّ بلا اسم!.
ـ إزميل الحب:
درجت أمّي على القول بأنّ المياه تنحت الصخور كما تشكّل المرأةُ روح الرجل!.
ـ قوّة ناعمة:
أقوى من زئير الأسد همسة فتاة جميلة!.
ـ قرية كونية:
من رأى القرية من الخارج، كأولئك الذين هم في الطريق إليها الآن، ظنّ سكّانها من الأنقياء الصالحين. بيد أنّه محض خطأ. فأهل كولوماني يحسنون ضيافة البعيد والغريب. أما فيما بينهم، فالحسد والاغتياب سائدان!.
ـ أفق التلقّي:
الكاتب يثير أعصابي، بمظهره المثقّف، ومفكّرته المشهرة، وعجزه عن الصمت. وبالحكم على الطريقة التي ينظر بها في وجهي، أدركت أنّه شعور متبادل!.
ـ مستقبل باهت:
كان المستقبل ينساب خلال أحلامه، فلا تباغته مفاجأة واحدة في اليوم التالي!.
ـ دموع المفاتيح:
أتخيّل الكاتب ودموعه. لابد أنّها دموع مختلفة، مثلها كمثل الكلمات التي يخترعها!.
ـ مخبأ الزمن:
يقال إنّ الظلمات مملكة الموتى، بيد أنّه قول عار من الحقيقة، فليس للظلمة وجود إلا عند الأحياء مثلها كمثل الضياء. أما الموتى فيسكنون الشفق، ذلك الصدع القائم بين الليل والنهار، حيث ينطوي الزمن على ذاته!.
ـ مأوى أخير:
ولقد جُبتُ مآوي رحيبة، فلم أجد سوى في الكلمة ظلا!.
ـ ريبة الهامش في المتن:
لطالما كان وجودهم على هامش العالم، طوال قرون، ولذا فهم يرتابون في الاهتمام المباغت بمعاناتهم!.