|


عبدالرحمن الجماز
حمد الله.. أقوى من النصر
2020-10-16
بقدر ما كان الخبر المنشور في “الرياضية”، بشأن تهديد المحترف المغربي المهاجم عبد الرزاق حمد الله مع النصر صادماً في توقيته، وينذر بفتح أبواب الشر في المستقبل على الإدارة النصراوية، والفريق الأول لكرة القدم بالنادي، إلا أنه يطرح أكثر من علامة استفهام، على مدى قدرة الإدارة النصراوية على مواجهة مطالبات مماثلة في مقبل الأيام، وهي التي فشلت في احتواء المهاجم الأسطوري للفريق.
هذا بالطبع إذا سلمنا بحقيقة الرواية النصراوية، وأنها لم تكن سوى “طعم” أرادت الإدارة من خلاله جذب مزيد من السيولة المادية، وليس هناك ما هو أجدر وأنفع من وضع اسم بحجم حمد الله في الواجهة، هكذا يتصور بعضهم في أطروحاتهم حول القضية التي كادت تعصف بنصف قوة الفريق قبيل انطلاقة الدوري، وعلى مسافة قريبة من خروج الفريق من دور الأربعة، في أسهل نسخة لدوري أبطال آسيا على مدى تاريخها الحديث.
وليس من المعقول أن يكون نادياً مثل النصر امتلأت خزينته بمئات الملايين وسيطر على الميركاتو محلياً وخارجياً، يعجز في الأخير عن تسديد رواتب أهم لاعب في الفريق، حتى إن تحجج بعضهم بأن ما يدفعه أعضاء الشرف يذهب في مسارات معينة لا علاقة لها بالرواتب، فهذا إن حدث فهو خلل كبير في الإدارة وعضو الشرف الذي يجب أن يكون دعمه تحت تصرف أي إدارة كانت، وبعيداً عن الإملاءات المسبقة، وهو ما يعني وجوب تدخل رقابي من المرجعية الرياضية حتى لا تعود دوامة الديون والقضايا الخارجية، والتي كان النصر بطلها الأوحد في فترة مضت.
أما الحديث المتداول بإمكانية رحيل المهاجم حمد الله عن الفريق النصراوي، فهذه لن تحدث، فلا أحد يجرؤ في النصر لا إدارة ولا مدرب يستطيع مجابهة ردة الفعل الجماهيرية الغاضبة، في حال لم يتم لملمة القضية.
ولا أعتقد أن عبد الزراق حمد الله سيكون عاجزاً عن تحقيق كل مطالبه المالية، في أي وقت يختاره، حيث بات هو الأقوى حالياً داخل المنظومة النصراوية.
اللافت في الأمر، هو اختفاء غالبية الإعلام المحسوب على النصر في التصدي لموضوع أشبه بالزلزال في ناديهم، مكتفين بالفرجة من بعيد، ومحاولة تصدير الأزمات للأندية الأخرى، بافتعال مشاكل وهمية ومضحكة في الوقت نفسه، كما حدث مع محاولتهم افتعال نفس المشهد مع مهاجم الهلال جوميز، ما لبث أن انكشفت حقيقتهم أمام الملأ، وأنهم باتوا مجرد “أضحوكة” لا أقل ولا أكثر.