|


أحمد الحامد⁩
الجنون والفنون
2020-10-18
ـ لا يتوقف الجنون في تصرفات البشر، وصحيح أن ما قد نراه جنوناً قد يعتبره أصحابه منطقياً، إلا أن بعض التصرفات لا يمكن وصفها إلا بالغريبة بالاتفاق العام باستثناء أصحاب التصرفات والأفعال هذه، وهذا ما جعل الصحف والوسائل الإعلامية تخصص زوايا ومساحات لذوي التصرفات الغريبة أسمتها بالعجائب والغرائب.
قبل أيام أعلن عن وفاة الهندي بوسا كريشنا بأزمة قلبية بسبب حزنه الشديد على إصابة دونالد ترامب بفيروس كورونا، والعجيب أن كريشنا كان قد جعل من ترامب إلهًا له وقام بعبادته، وعندما أصيب ترامب قرر كريشنا الصيام ودخل في حالة حزن تخللتها نوبات بكاء شديد، إلى أن أصيب بالأزمة القلبية ومات قبل أن يتشافى ترامب الذي لا يعلم عن كريشنا شيئاً، وأنه كان إلهًا عند رجل ما على هذه الأرض.
ـ قيل إن الفنون جنون، لكن بعض الجنون قد يبدو فناً بشكل ما، وإن كان يسلك مسلكاً انتقامياً مضراً، فمازال البلجيكي جان فان يبحث دون جدوى عن الشخص الذي يرسل إليه البيتزا عبر شركات التوصيل طوال 9 سنوات، ورغم أن جان فان كان يرفض استلام البيتزا ولا يدفع ثمنها، إلا أنه قال بأن الشخص الذي يفعل هذا قد قلب حياتي لأنني تعبت من الرد على اتصالات شركات التوصيل ومن فتح الباب، وتكرار رفضي للطلبات دون أن تتمكن الشرطة من فعل شيء، التصرف الذي يمارسه هذا الرجل المنتقم من جان فان وبشكل يومي وطوال 9 سنوات تصرف عجيب، لكن فيه من فن التخفي، وبغض النظر عن السبب إلا أنني فكرت فيما لو حوّل المنتقم الوقت والتفكير الذي خصصه لانتقامه اليومي إلى شيء يفيده وينفعه، لكنني تذكرت أن بعض الناس تكون نتائج انتقامهم مصدر سعادتهم ونشوتهم.
ـ ليست كل العجائب والغرائب مضحكة أو مثيرة للاستغراب، فبعضها ملهم ويدعو للإعجاب، ابن مدينة هراري في زيمبابويه تاوندا كانيما أزعجه عدم وجود أي خرائط في جوجل ماب لمدينته والمدن المجاورة، فتبرع بفعل ذلك لجوجل ماب بعد أن أقنعهم بالحصول على قرض صغير لشراء كاميرا 360 درجة، ثم قطع ما يزيد على 2000 ميل صوّر خلالها كل طرقات هراري وجميع المدن المجاورة، واضعاً زيمبابويه على جوجل ماب، قال تاوندا إن الناس كانوا يتهافتون عليه أثناء تصويره ويطرحون عليه العديد من الأسئلة، كان أبرزها: هل سيظهر وجهي في جوجل ماب؟