|


تركي السهلي
الدوّامة الصفراء
2020-10-20
مرّة جديدة يعود فيها نادي النصر إلى دوّامة الأخذ والرد وعدم الاهتداء. في مرحلة يجب أن يكون فيها كُلّ شيء مُكتمل. والحقيقة أنها مُعضلة صفراء لم يٌشف منها العاصميّ العريق رغم تعاقب الإدارات وتبدّل الأحوال.
والمسألة بأكملها تكمن في ولوج عناصر ليس لها علاقة بالعمل على نحو فعلي في الداخل، وتأخذ كُل من في الإدارة إلى المراوغة والضعف والسقوط في دائرة الضياع. ومشكلة النصر الكُبرى تنحصر في طغيان المصلحة الفردية على الولاء الكامل للمنشأة، وبما تحمله من رمزية جامعة ومحتضنة للأطراف كافّة.
ويُشكّل الوهج الجماهيري الكبير ومتابعة الوضع من كُتل هائلة حالة ضغط شديدة، فيقع بعض من يتولّى شؤون النصر في حبائل التضليل، للخروج من ارتدادات الانفجار الناتجة عن الإخفاق. وفي مسألة كهذه لا بد من قوي شخصية. كما أن ظهور شخصيات ثريّة مالياً وذات عمق مجتمعي تجذب الكثير من الانتهازيين إلى المشهد، في طغيان للانتفاع وتأمين مكانة ماديّة خاصّة. وهذا الأمر مقيت جداً في الوضع النصراوي ومكشوف، لكن الاختلال الإداري سمح ببروزه واستمراره سنين طوال.
لقد كان النصر في كُلّ مراحله الأقوى في نظر الغير ممّن لا ينتمون له، لكنّه كان في أعين من ينتهزونه ممّن يدّعون حُبه الأضعف على الدوام، ما جعلهم يستمرئون أوضاعه في كل حقبة من حقبه التاريخية المتلاحقة، ويتعاملون معه ككيس مال ومُنطلق للتأثير والتواجد.
إن المُناداة المُتكررة بعودة الأسلحة الإدارية الثقيلة ذات الخبرة الرياضية والدهاء العقلي والسيرة العطرة، مثل طلال الرشيد وعامر السلهام وعمران العمران وعبد الله العمراني تبدو أكثر إلحاحاً الآن، أكثر من أي وقت مضى لحماية النادي العريق ولتحقيق مُستهدفات إستراتيجية الدعم ولجنة الكفاءة المالية المُنطلقة من وزارة الرياضة والشباب.
والواقع الأصفر الحالي لا طعن فيه بكامل شخوصه سواء كان بالدكتور صفوان السويكت أو بالمشرف العام على فريق كرة القدم عبد الرحمن الحلافي، لكنّ الظرف الزمني ليس لهما ولا الأسلوب المؤسسي والتنظيمي. والمعطيات بتعدّد تكوينها ومسبباتها ترفض تماماً البقاء وفق الأداء العادي والمتذبذب.
لقد أثبتت الأحداث الكثيرة التي مرّت على الإدارة الحاليّة في الفترة القريبة الماضية تردّدها الكبير أمام اتخاذ القرار، وعدم مقدرتها على الخروج من منطقة الخوف من كُلِّ ما يُحيط بها وحيرتها الواضحة واهتزازها أمام المواقف، وهو أمر لا يليق بوضعنا الرياضي الكامل الممنهج من قبل مناخ أكثر دفعاً لتحقيق النتائج، وبيئة محكومة بأسس لا مجال لأحد أن يتراجع فيها.