|


فهد الروقي
التعثّر الأزرق
2020-10-23
لم يكن “تعثر” الهلال بالتعادل مع أبها مفاجئًا لي على أقل تقدير، لعلمي بمدى تأثر الجسم بعد الإصابة بجائحة كورونا، ومن خلال تجربة شخصية، فالإعياء الشديد حتى دون القيام بجهد بدني هذا عدا تقلبات النوم وفقدان الشهية رغم مرور فترة ليست بالقصيرة، وبالتالي لم أتوقع جاهزية لاعبي كبير آسيا بالشكل الملائم في مطلع المنافسات، وقد كانت الأوضاع ستكون أفضل لو نجحت الإدارة الزرقاء في التعاقد مع لاعبين أجنبيين مؤثرين عوضًا عن المرتحل إدواردو والمعلّق خربين.
ومع نتيجة التعادل الإيجابي والخطأ الفردي الذي تسبب به “كويلار” وهو خطأ بدائي، نقل الأفضلية الزرقاء واللعب بارتياح وقدرة على إضافة هدف آخر للمعسكر الآخر فاندفع الهلال وانكشف مرماه..
ورغم ذلك فهذا لا يعتبر تعثرًا بالمعنى الحقيقي، فالمباريات دورية والتعويض قائم لكن التعثر الحقيقي يمكن في ردة فعل مدرب الفريق ونجمه حينما تطرقا بعد اللقاء لأخطاء التحكيم، وأنها سبب مباشر في ما آلت إليه النتيجة، ومثل هذه المبررات ضررها أكبر من نفعها فهي أولاً ليست من “أدبيات الهلال”، بل إن رفضها وعدم التعامل معها هي التي جعلته متربعًا على زعامة الأندية المحلية والقارية دون منافس قريب، وهي التي هوت بالمنافسين إلى أعماق الفشل
قد يستساغ التطرق للتحكيم وأخطائه لأي طرف من أي فريق، سواء من الإدارة أو الجهاز الفني أو العناصر المؤدية في حدود ذكر الأخطاء فقط دون تأويلها، وفي حال كون الفريق قدّم كل ما يستطيع وحالت الأخطاء التحكيمية دون حقه في الفوز، وفي هذه الحالة ستكون المطالبة من الآخرين سواء كانوا مناصرين أو محايدين وسيكفونهم عناء التصريح والمطالبة..
لكن وبنسبة عظمى يلجأ لهذا الخيار الأندية التي لم تقدم مستويات مقنعة وتجد في هذه الوسيلة محاولة لصرف الأنظار، بل تتجاوب معها جماهير وإعلام عاطفي يجدون فيها مجالاً للتنفيس..
لكن مبررات “رازفان وجيوفينكو” لم تتفاعل معها جماهير الهلال ولم تعرها اهتمامًا، ليقينها بأن الفريق لم يظهر بمستواه المعهود، وأخطاء الحكم لم تكن سببًا مباشرًا للتعثر.

الهاء الرابعة
لعينيك يا ليل سر لا تبوح به
‏أغمضت عنه عيون الناس فانكتما
‏إلا عيوني ما أغمضت ساهدها
‏فبتن يرقبن منك النوء والظلما