|


محمد الغامدي
من الآخر.. شيلوه
2020-10-23
من الآخر.. أقول ابعدوا روي فيتوريا عن النصر واتركوه يرحل فهذا ديدن فرقنا مع المدربين عند انحدار المستوى وتلقي الخسائر، فهو أسهل القرارات لإخماد ثورة الغضب، وابحثوا عن مدرب آخر قد يأتي ويوقف تلك الانقسامات ويزيل الاحتقان بين محبيه وأنصاره.
وبالطبع هي ليست رغبة جادة في إبعاد فيتوريا، فمازلت عند قناعتي بأن المدرب أي مدرب هو الحل الأخير وآخر العلاج عند إخفاق الفريق في الملعب، وإلا كيف يجدد النصر معه لعامين قادمين قبل فترة قصيرة لكفاءته وقدرته الفنية، وينقلب الوضع رأسًا على عقب لمجرد خسارة أو خسارتين؟
شتان بين الآراء التي خرجت بعد مشاركة النصر الآسيوية وامتداحهم العمل الفني للفريق وبين الآراء التي خرجت بعد ذلك بعد الخسارتين، رغم أن المدرب والجهاز الفني واحد لم يتغير، لكنها العاطفة التي لا ترضى بغير الفوز في جميع المباريات دون النظر لأي اعتبارات أخرى من إصابات أو إرهاق أو تشتت ذهني وبدني، كل ذلك لا يهم؛ فالفوز فقط هو المحرك في رغبات الجمهور، وكأننا نتعامل مع أجهزة وآلات نحركها كيفما نشاء..
نعم هناك أزمة في النصر ولا بد لمن يديرها أن يتحلى بالواقعية والحكمة والشجاعة في إدارتها، ولا ينساق لآراء قد تكلف الفريق الشيء الكثير، فأطراف الأزمة ليست تدريبية فقط بشهادة الكثير من النقاد المحايدين، فالنصر خلال سنوات مضت كان المدرب الشماعة الوحيدة التي تتحكم في نتائج الفريق والحلقة الأضعف في اتخاذ القرارات، واستمر ذلك مواسم ليست بالقصيرة، حتى أصبح للفريق مدربان أو ثلاثة كل موسم، وكانت النتائج المخيبة للآمال مواكبة لتلك التغييرات، فالمدرب القادم سيطلب مزيدًا من الوقت لكشف قدرات اللاعبين، وقد يطالب بتغييرات في اللاعبين وقد يغير في منهجية الفريق، وقس على ذلك تبعات الإقالة والإتيان بمدرب جديد.
السؤال الأهم في كل ذلك: هل بإبعاد فيتوريا ستنتهي أزمة النصر ويتوقف المتصيدون ــ وليس المنتقدين ـــ عن آرائهم الملغمة التي يعتريها الكثير من الأجندات والحسابات التي أعرفها شحصيًّا من بعض محبيه للأسف الشديد، وتتوقف كثير من المطالبات برأس الإدارة تارة أو المشرف أو اللاعب أو.. إلخ، أشك في ذلك كثيرًا لقناعتي أن هؤلاء جُبلوا على جلد الذات والانتصار لمواقفهم الشخصية، ولن يتركوا النصر وحاله وستكشف الأيام حرصهم على بقائهم في الضوء أكثر من حرصهم على استقرار الفريق.. وأختم بالدعاء: اللهم اكفني شر أنصاري.. أما خصومي فأنا كفيل بهم.