|


تركي السهلي
غضبة صفراء
2020-10-24
المعركة التي يدور رحاها الآن في النصر تذهب نحو المدرّب روي فيتوريا بنتائج عمله، وطريقته في التعاطي مع الوضع الفنّي بما فيه من عناصر داخل الميدان الأخضر. والانتقاد الشديد للبرتغالي يوجد له ما يُبرّره نتيجة تراجعه الشديد عن الحضور القوي المُفترض، سواء أثناء مسابقة دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين 2019-2020م، أو منافسة دوري آسيا للأبطال المنصرمة في الدوحة قبل نحو شهر، إلى الظهور المُخجل للأصفر مع بداية الدوري المٌنطلق قبل أيّام وخسارته لأول جولتين.
والغضبة الصفراء على كُل ما يحدث في العالمي الأوّل مُرشّحة للازدياد بعد دخول الجماهير على الخط وانتقال اللوم من بعض الأطراف إلى المكوّن بأكمله، ووصول الرفض إلى درجة يبدو ألا عودة معها إلى وضع الهدوء.
هُنا، وفي ظل هكذا وضع، ينتظر الجميع تحرّك مجلس الإدارة والمشرف العام على فريق كرة القدم، وكيف لهما أن يحوّلا الأمر من التشاؤم والخوف إلى الأمل والتفاؤل ومن الفشل إلى النجاح وتجاوز الأخطاء، لكنّ ذلك وبناءً على معطيات كثيرة وأحداث متلاحقة يبدو بعيد المنال.
والأمر بكل تداعياته مُربك داخل النادي المؤسس في العام 1957م، فلا الإدارة أثبتت مقدرتها على موازنة الأمور لتجنّب الإخفاقات رغم مرورها بتجارب ومؤشرات على مدى موسم ونصف كان فيها ثلاث بطولات، ولا الجهاز الفني استطاع حماية الأدوات كُلّها من الوقوع في خانة التعثّر المتبوع بتعثّر.
والحق أن المُحِب يشعر بالحسرة فالفريق الأوّل لديه أقوى اللاعبين الأجانب ومعهم نجوم محليون ذوو مستوى عال، وسط مناخ واسع جداً للعطاء بسبب دعم المشروع الحكومي الكبير، وداعمون سخيون في البذل وتهيئة الأجواء في الداخل، ومشجعون لا يتوقفون عن التأييد والمؤازرة. كُل شيء يقول إن الساكن في أطراف حي طويق الغربي من العاصمة سيٌثمر لا محالة، بل يجب أن يٌثمر ويقطف الفريق كل بطولة مٌتاحة. لكن ذلك لم يحدث.
وأمام النتائج الضعيفة وتكرار الإخفاقات لم يعد هناك مزيد صبر ولا مجال لوقت آخر يكون فيه الوضع بين الأخذ والردّ، فالاكتمال لا يكون دائماً على كل حال ولا الظروف ستكون سانحة بمثل ما فيه الأصفر من قُدرة حالية. والطرح الآن سيدور باتجاه الأدوات الإدارية حتى مع تغيير المُدرّب البرتغالي وحضور مُمرّن جديد، والإجادة يجب أن تنبع منها فلا أحد سينوب عنها في تسيير الأمور وتجنيب النادي أي منزلقات سيكون تأثيرها هائلاً في زمن لا قبول فيه للتراجع عن التقدّم.