تحول فيروس كورونا بضرباته المتوالية إلى ما يشبه مرحلة “فرز قوى”، من شأنها أن تعيد ترتيب العالم وحكوماته على أسس ومعايير جديدة، تختلف غالباً عن المتبعة في التصنيفات الحالية، القائمة على قوة الذراع العسكرية وحجم الاقتصاد المحلي، خاصة بعدما برهنت أوروبا عدم استيعابها لدرس الحرب العالمية الثانية بالأهمية المطلوبة.
فشل النظام الصحي الذي طالما تغنت به بريطانيا في مواجهة فيروس كورونا، ولم تستطع أمريكا مواجهة هذا الخطر لأنها لا تملك نظام رعاية صحية يعتمد عليه، وحتى أوروبا التي تمثل درع العالم في مواجهة الأمراض المستجدة، سقطت وسقط معها نظامها الصحي ومنظومتها المتعلقة برعاية الإنسان من الصغر وحتى الشيخوخة، حتى بات الموت جوعاً في البيوت وعلى أرصفة الشوارع من مخاوف المواطن الأوروبي الذي يخشى توقف المصانع واحتجاب المزارعين.
الحال تختلف تماماً في الكيانات الطارئة كما يحلو للمفكر العربي “المحبط” تسمية بلدان الخليج، بعدما برهنت خلال أزمة كورونا، أنها ليست بلداناً هشة ولا طارئة على الحياة، مؤكدة أن الدول الخليجية عبارة عن كيانات ثقيلة بحجم إمكاناتها الاقتصادية وقدراتها البشرية، علماً أن سياسات بلدان الخليج تعرضت لحملة تشويه كبرى على مدى عقود، بهدف التشكيك في صدقية نواياها تجاه الشعوب، وترويج أن المواطن لا يحصل على شيء من خير أرضه.
خلال أزمة كورونا اكتشف العالم أن دول الخليج كانت تضع ضمن خطط التنمية ما يكفي لحماية سكانها من تداعيات الكوارث، بعدما أغلقت حدودها وأظهرت قدراتها في مجال الرعاية الصحية والأمن الغذائي، دون أن يشعر سكان هذه البلدان بقلق من نقص الغذاء والدواء الذي طال الدول العظمى، وعلى الرغم من حجم الجائحة، إلا أن الحكومات أظهرت براعة في إدارة الأزمة من خلال فرق عمل تهتم بالسكان ومتابعة أحوال المواطنين في الخارج، فضلاً عن عرض عضلاتها أمام العالم بتوفير رعاية صحية تتعامل مع الجميع دون استثناء.
الفيروس المستجد، برهن أيضاً أن الشعوب الخليجية تتمتع بوعي عال من خلال قدرتها على التعامل مع المتغيرات اليومية، واتباع تعليمات الوقاية من المرض، وهذا نتاج استراتيجية بدأت منذ الستينيات لرفع مستوى التعليم والقضاء على الأمية، في بلدان لم تكن تمتلك مدرسة واحدة قبل 100 عام.. يبقى أن العالم لن يستطيع تجاهل هذه القوة وإسقاط التجربة الخليجية “النوعية” من حسابات المستقبل. خاصة أن ميدان كورونا كان كافياً لإعادة فرز القوى للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
فشل النظام الصحي الذي طالما تغنت به بريطانيا في مواجهة فيروس كورونا، ولم تستطع أمريكا مواجهة هذا الخطر لأنها لا تملك نظام رعاية صحية يعتمد عليه، وحتى أوروبا التي تمثل درع العالم في مواجهة الأمراض المستجدة، سقطت وسقط معها نظامها الصحي ومنظومتها المتعلقة برعاية الإنسان من الصغر وحتى الشيخوخة، حتى بات الموت جوعاً في البيوت وعلى أرصفة الشوارع من مخاوف المواطن الأوروبي الذي يخشى توقف المصانع واحتجاب المزارعين.
الحال تختلف تماماً في الكيانات الطارئة كما يحلو للمفكر العربي “المحبط” تسمية بلدان الخليج، بعدما برهنت خلال أزمة كورونا، أنها ليست بلداناً هشة ولا طارئة على الحياة، مؤكدة أن الدول الخليجية عبارة عن كيانات ثقيلة بحجم إمكاناتها الاقتصادية وقدراتها البشرية، علماً أن سياسات بلدان الخليج تعرضت لحملة تشويه كبرى على مدى عقود، بهدف التشكيك في صدقية نواياها تجاه الشعوب، وترويج أن المواطن لا يحصل على شيء من خير أرضه.
خلال أزمة كورونا اكتشف العالم أن دول الخليج كانت تضع ضمن خطط التنمية ما يكفي لحماية سكانها من تداعيات الكوارث، بعدما أغلقت حدودها وأظهرت قدراتها في مجال الرعاية الصحية والأمن الغذائي، دون أن يشعر سكان هذه البلدان بقلق من نقص الغذاء والدواء الذي طال الدول العظمى، وعلى الرغم من حجم الجائحة، إلا أن الحكومات أظهرت براعة في إدارة الأزمة من خلال فرق عمل تهتم بالسكان ومتابعة أحوال المواطنين في الخارج، فضلاً عن عرض عضلاتها أمام العالم بتوفير رعاية صحية تتعامل مع الجميع دون استثناء.
الفيروس المستجد، برهن أيضاً أن الشعوب الخليجية تتمتع بوعي عال من خلال قدرتها على التعامل مع المتغيرات اليومية، واتباع تعليمات الوقاية من المرض، وهذا نتاج استراتيجية بدأت منذ الستينيات لرفع مستوى التعليم والقضاء على الأمية، في بلدان لم تكن تمتلك مدرسة واحدة قبل 100 عام.. يبقى أن العالم لن يستطيع تجاهل هذه القوة وإسقاط التجربة الخليجية “النوعية” من حسابات المستقبل. خاصة أن ميدان كورونا كان كافياً لإعادة فرز القوى للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.