|


بدر السعيد
17 مصدرا للفخر
2020-10-24
منذ الصغر ونحن نقرأ المفردات الثدلاث المدرجة ضمن معظم شعارات أنديتنا الوطنية وهي “رياضي، ثقافي، اجتماعي”، وهو أمر جاء كواقع فرضته الحاجة والغاية من تأسيس وإنشاء تلك الأندية التي أشرف وصرفت عليها الدولة بكل سخاء ولا تزال..
إلا أن الواقع الرياضي من حولنا فرض هويته وثقله وحضوره اللافت والطاغي بشكل جعل من الأضواء والاهتمامات تنسحب تدريجياً من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتتجه إلى الرياضة حتى تطور الحال أكثر فتحول الأمر إلى الرياضة التنافسية تحديداً..
ولعل ذلك الواقع فرض نفسه بقوة حتى بات النمط السائد لعمل الأندية يتركز باتجاه الرياضة التنافسية بكل تفاصيلها، وهو ما دفع الكثير من إدارات الأندية مع مرور الزمن أن تتجاهل تلك الأدوار الثقافية والاجتماعية، لدرجة أصبحت معها بعض الأندية غائبة تماماً عن الحضور الثقافي والعمل الاجتماعي بكل صوره وأشكاله..
لكن ذلك الزمن وبكل ما حمله من تغيير في أنماط العمل داخل الأندية لم يكن أقوى من همم الرجال وعزائمهم وغيرتهم في بعض الأندية، التي لم تتخل يوماً عن أدوارها الاجتماعية والثقافية على حد سواء، فظلت شمعة تضيء ميادين العمل الاجتماعي ونبراساً في طريق الثقافة والمثقفين..
وفي يوم أمس السبت كان لأولئك الرجال الأوفياء موعد مع التكريم والشكر والثناء.. يوم أمس أسعدنا الاتحاد السعودي حين أعلن عن جوائز الأندية الفائزة بجائزة المسؤولية الاجتماعية يتقدمها الهلال صاحب الصيت والتاريخ الكبير محلياً وعالمياً في مجال المسؤولية الاجتماعية، بعد أن كان لسنوات طويلة ولا يزال قائداً بارزاً في العمل الاجتماعي بشهادة الجميع داخل وخارج المملكة..
وبينما بارك الجميع للهلال والخليج والفيصلي في حصولهم على المراكز الثلاثة الأولى للمسؤولية الاجتماعية، فإنني في الوقت ذاته أبارك لباقي الكوكبة التي كانت ضمن قائمة الأندية المشاركة في العمل الاجتماعي، وإن لم يحالفها الفوز ضمن المراكز الأولى، إلا أنها نالت الأهم وهو تقديمها للعمل الاجتماعي وتفعيلها لدورها المهم في مجتمع ينتظر من أنديته أن تصنع المزيد من الإضافة المعنوية والمادية، كقيمة مضافة وقوة ناعمة يغفل عنها الكثير للأسف..
ختاماً.. شكراً من القلب للسبعة عشر نادياً الذين شاركوا في خدمة مجتمعهم.. شكراً لتلك الجواهر المضيئة في عالم الرياضة.. شكراً لكل قادة العمل الاجتماعي داخل أنديتنا.. والشكر موصول للداعمين مادياً ومعنوياً من القطاع الحكومي أو الخاص أو على مستوى الأفراد.. وكلنا شوق وترقب أن تتسع دائرة العمل بمشاركة البقية لتزداد جواهر الوطن رياضياً..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..