|


فهد الروقي
الفكر الأزرق والمال الأصفر
2020-10-27
على عكس كل أندية العالم تقريبًا يعيش نادي النصر بحبوحة من العيش وصلت لمبالغ فلكية لأول مرة، تحدث في كرة القدم السعودية يتم التعامل معها بهدر عظيم، وصلت للتخلّي عن مئة مليون ريال تقريبًا قيمة “مخالصتين” فقط مع اللاعبين جوليانو وأحمد موسى.
هذه الميزانية الضخمة كانت تحتاج لفكر يديرها بطريقة احترافية، تعود بالنفع على فريق تتخبط إدارته بقرارات مغلفة بمبرر فني، فالبداية بالتعاقد مع لاعبين أجنبيين دون قرار واضح كبدلاء عن القائمة الأجنبية ولم تتضح الصورة حتى اللحظة الأخيرة قبل إغلاق الفترة الشتوية، رغم أن عملية التعاقد تمت قبل حوالي شهرين وقد كانت التوجهات بإبعاد لاعب الوسط الدفاعي “بيتروس” على اعتبار التعاقد مع لاعبين محليين في هذه الخانة، لكن كانت هناك ضغوطات إعلامية وجماهيرية فاستجابت الإدارة وهذا دليل مادي واضح على التخبط.
يقابله في المعسكر الآخر تأنٍّ هلالي في عملية التعاقد سواء كانت محلية أو أجنبية، فتم التعاقد مع لاعب الطرف الدولي الشاب الطريس والحارس الشاب الوطيان، ووضعت كامل ثقلها في البحث عن لاعب أجنبي بمواصفات خاصة، وكان الخيار الرئيس في الأرجنتيني “زورو” صاحب التجارب الكبيرة في أندية وبطولات أوروبية، رغم أن عمره مازال صغيرًا، وبمبلغ لا يتجاوز الثلاثين مليون ريال، وهو ذات المبلغ الذي دفعته الإدارة الصفراء في لاعب “محلي” شاب كان من الممكن أن يجد فرصة للمشاركة قبل إعادة “المشكلجي بيتروس”.
ومن صور السنة الضوئية التي تجمع بين الفكرين وشواهدها أكثر من أن تعد أو تحصى “ملعب الجامعة”، الذي استثمره الهلال لثلاث سنوات خرج منها بمبالغ مميزة دعمت ميزانيته وساعدته على تحقيق المنجزات، لعل أبرزها “دوري أبطال آسيا” من ذات الملعب مقابل أن الإدارة النصراوية استأجرته بعد ذلك، وتشير أنباء بأنها ستدفع عشرة ملايين ريال لإقامة مباريات فقط دون السماح له بأي فائدة مالية، وهذه أيضًا صورة من صور الهدر المالي، وكأنهم “يغرفون” من بحر، وإن صح الخبر فإن إجمالي ما سيدفعونه خلال فترة التعاقد مئة مليون ريال أخرى، وما بينهما ما لذ وطاب من أوراق “البكنوت” المهدرة.

الهاء الرابعة
وكم ذُقنا المرارة مِن ظروفٍ
برغمِ قساوةِ الأيامِ لانتْ.
هي الدنيا لنا فيها شؤونٌ
فإن زيّنتِها بالصبرِ زانتْ.