|


تركي السهلي
عِداء الماضي
2020-11-07
حملة شرسة انطلقت على جمهور نادي النصر السعودي بتصويره بأنه المُتبنّي لـ “نظرية المؤامرة”، وأنه الأوحد في ترويج الرأي المُثار حول كُلّ أخطاء التحكيم وقرارات اللجان العاملة في اتحاد كُرة القدم.
ووضعت الحملة الجماهير الصفراء على الضد لمعظم الأجهزة وأخرجتها من سياق المكوّن المنسجم مع مشروعات التطوير المطروحة. والحقيقة أن أطراف التشويه للأصفر كانت في انتظار الفرصة للانقضاض على الموقف الواضح وتحويله إلى حالة عداء مع “الرسمي” من أجل استنفار كل جهاز ومسؤول لاستعداء النصر ومواجهته، بناءً على التصوير الخاطئ والتهييج الكبير الصادر من إعلام لم يعد لديه ما يقدمه في زمن التغيير والشفافية والعقل الواعي.
والقصّة تكمن في أن “أصوات الضد” أدركت عجزها الكامل أمام سطوة التأثير للجمهور الأصفر في وسائل التواصل الاجتماعي، فأخذت تعود إلى منهج بالٍ أثبتت الأيام والمعطيات نهايته عبر دفع المسؤول إلى تبنّي موقف ضدها، وبالتالي تضرر النادي ولاعبوه ومسؤولوه. لكنّ تلك الأصوات فات عليها أن ما ينتهجونه من أسلوب كان مُناسباً لمرحلة بعيدة تم تجاوزها منذ أكثر من عقد زمني، وأن الوضع الحالي بات في حال الرفض التام لتلك الطريقة.
أمر آخر لا يمكن تجاوزه يتمثّل في شعور بعض مقدّمي البرامج التلفزيونية وبعض المعلّقين فيها من ضيوفها الدائمين ممّن لا يملكون خطّاً قويّاً بالغبن من جمهور النصر، نتيجة مواقفه منهم ومن إقصائهم للفريق العالمي في مراحل كثيرة، فأخذت المسألة للرد والانتقام تحت أي ذريعة وظرف، ناسين أن ذلك الأمر يُعزّز من الانكشاف لهم ولمواقفهم المريضة وبقاء الصوت الأصفر في منهجه الكاشف لهم ولحملاتهم السوداء، النابعة من حقد لا أكثر وسقوطهم المُتكرّر أمامه وأمام الجماهير بعموم ألوانها.
والواقع يقول إن النصر بكامل مكوّنه في تاريخه الحالي ليس مسؤولاً عن مرض “مُقدّم” ولا ارتباك وضعف “ضيف” ولا خلو المشهد بأكمله من صوت مؤثر غير الصوت النصراوي، كما أنه ليس ذنبه أن الأخطاء تُرتكب في حق الفريق وأن إثارة الرأي العام تحدث من العاملين في اتحاد الكُرة لا من الجمهور ولا من مناصري النادي ممن ينتمون له تحت أي غطاء ووجه.
إنها حالة بالغة التعقيد على ما يظهر، لكنها أبسط من أي تصوّر. فما على كُل مُمسِك بأمر إلا أن يتجنّب الخطأ تجاه النصر، وأن يلتزم بالتنفيذ السليم لأي قرار، وألا يستمع لكل “ مُحتقن” لا يزال يأخذ الأمور بعداء الماضي.