|


تركي السهلي
سدّ الثغرات
2020-11-10
خطوات حثيثة ومتلاحقة جداً قطعتها وزارة الرياضة والشباب في الفترة الأخيرة للوقوف في وجه الهدر المالي، ومنعه من الحدوث في الأندية كافّة. آخر القرارات ما صدر من تعميم لضبط عملية التبرّع وتمويل الصفقات من أشخاص خارج مجلس إدارة أي ناد وربط ذلك بإجراءات تحفظ الحقوق لكل الأطراف، وتقضي على ظهور قضايا دولية بالديون ووجوب السداد نتيجة التعاقد الخاطئ أو فسخ العقود غير المُبرّر.
وهُنا لا بد من شكر الجهاز الحكومي على تحرّكه وسدّه للثغرات الظاهرة على عقود الاستقطاب والاستغناء، واستماعه لكل الطروحات الواردة في هذا الشأن والمحذّرة من الإفراط في توزيع المال على اتفاقيات ثبت عدم صوابها. والواقع أن استراتيجية الدعم أصيبت بالاهتزاز أكثر من مرّة، ليس ممن وضع بنودها ولوائحها، ولكن من داخل الأندية نتيجة ضعف كوادرها التي لا تزال تعتمد منهجًا قديمًا في الإدارة والتعاطي الفنّي، وتجنح بعيداً عن الخط المرسوم وهو الأمر الذي يتطلّب إعادة النظر في شكل وهيكل بعض مجالس الإدارات، حتى لو أدّى ذلك إلى التكليف أو الدعوة للجمعيات العمومية والانتخاب من جديد.
ونحن نأمل من الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة والشباب، ألا يعتمد طريقة الفعل الصادر نتيجة فعل سبقه، وألا يترك المياه تجري حتى يغرق الحقل ثم يبدأ في التفكير في بناء ما يمنع الغمر، لأن ذلك لا يُجدي واللجان المُشكّلة كلجنة الكفاءة المالية عليها أن تأخذ طريق الإصلاح الشامل لا أسلوب الترميم المؤقت، لأن اتّباع ذلك يُطيل من أمد الأزمة ويُضعِف ما يوضع لها من حلول.
والحال في الأندية خصوصاً الكبير منها لا يُنبئ عن تغيير، فالعودة إلى وجوه ثبت فشلها واختلالها في مرحلة معيّنة، لن تُقدّم شيئًا يُذكر في مرحلتنا الحالية ذات الوضوح الشديد والأهداف الكبيرة، حتى لو بدا أن تلك الوجوه من مشهد كل ناد ومن تاريخه المعروف، إذ إن المعتاد على نمط لسنوات لن يُعدّل مساره استراتيجية دعم أو خطط مناخٍ مُغاير.
والأمر بِرٌمّته يحتاج إلى التأمّل بِعُمق من قبل المسؤول الأول عن قطاع الرياضة، كونه الأعرف بِكل ما يدور والخابر لكل النواقص، وأن يتمعّن في الوضع بحواسّ لاقطة وعين فاحصة، ليتدخل كما الجرّاح ويستخدم المِبضع لا إبرة التسكين، لأن الاستفحال لا تعمية له ولا قبول في أن يكون متواصلاً دون علاج. الأمل كُل الأمل أن ينهض الجميع، وأن تحدث الاستفاقة بضخّ كفاءات جديدة.