|


رياض المسلم
فيلم الحيّ.. لا يطرب
2020-11-11
في نقاش ساخن مع أحد الأصدقاء حول موضوع رياضي، هرب منه بذكاء، بعد أن علت أصواتنا، فسرد معلومة قرأها عبر جواله، مفادها بأن الفيلم السعودي 1 2 3 أكشن، سحب من صالات السينما وفتحت أبواب دور العرض مجانًا، وقبل أن يختم قال: “الفيلم بصراحة فاشل”.. سألته عن ملاحظاته التي رصدها بعد أن شاهده، فرد بأنه اكتفى بآراء بعضهم في “السوشال ميديا”..
هنا تكمن المشكلة الكبرى ليس في المجال السينمائي ولكن في حقول أخرى، فالحكم يكون من خلال الناقل وليس بالتمحص والتفحص، فبعضهم أجّر تفكيره لأشخاص يغنونه عن تعب التدقيق والمشاهدة والاعتماد على رأيه المبني على التجربة.. “1 2 3 أكشن”، هو فيلم من إنتاج “أن ستارز” وهي شركة سعودية لها تاريخها الطويل والعريض، ويلعب بطولته زياد بن نحيت وميساء مغربي وعدد من النجوم الشباب، نقلت أقاويل صديقي إلى صانعيه فنفوا ما تم تداوله، مبينين أنها لا تتخطى كونها شائعات، فخرجت من “المولد” بمادة صحافية جميلة..
لم تتح لي الفرصة لحضور الفيلم ولن أقول رأيي فيه وأنا لم أجلس على المقعد السينمائي، ولكني أتساءل متى يطربنا زامرنا.
ندرك بأن الأفلام السعودية لا تزال في بداياتها إنتاجًا وإخراجًا وتمثيلاً، وينقصها الخبرة أمام “عتاولة” السينما، الذين لم يبلغوا منتهاهم إلا بعد مرور زمن طويل.. البدايات تشكل عائقًا، فلو استسلم أسطورة الكوميديا تشارلي تشابلن لفشل أفلامه الأولى لما نصّب له متحف رائع في مدينة مونترو السويسرية وسمي الحي على اسمه، ونضحك كلما شاهدنا أفلامه رغم مضيّ ما يقارب من الـ100 عام، ولو سمع عادل إمام للانتقادات اللاذعة التي صاحبت فيلمه “المحفظة معايا” الذي لعب فيه دور البطولة للمرة الأولى في السبعينيات الميلادية، لما أصبح زعيمًا وأفلامه تحقق أعلى الإيرادات، هؤلاء وغيرهم من صنّاع الأفلام وجدوا من يدعمهم في كل الاتجاهات وأيضًا من ينتقدهم، لكنهم لم يرفعوا الراية البيضاء ويغلقوا كاميرات التصوير، فاستمر الشريط في التعاقب لحين أضحت صناعة السينما تحقق عوائد مالية ومعنوية وتصدّر ثقافات تلك البلدان..
ما ينقصنا حاليًا هو دعم الأفلام السعودية والتخفيف من الشائعات و”الطقطقة” التي لا تقدم ناطقيها خطوة، بل تجرّهم إلى الخلف، فالفيلم يخضع لمعايير النجاح والفشل، ولكن يجب أن يكون الحكم بعد المشاهدة وتكوين صورة ذهنية منفردة عن الفيلم.. فلو كانت أذواقنا واحدة لما تعب معنا “معلم الشاورما”..
ويبقى الدور على بعض الصحافيين السعوديين أن يشجعوا هذه الصناعة الجديدة ويأخذوا بيد من يتعثر من المنتجين أو المخرجين أو الممثلين.. ففي النهاية هو فيلم سعودي.