|


فهد عافت
نزهة في عالم مُختَلّ!
2020-11-13
 - عبدالرزّاق كسّار، صديق عمر، نشاطاته متعدّدة: مدير الاحتراف في نادي الشباب، مدرّب في القيادة والتطوير الإداري والشخصي، ومؤلّف كتاب “ابدأ تصل”. وهو اليوم ضيفنا و”معزّبنا” في “بلكونة” الجمعة، يُقدّم لنا كتاب أمين معلوف “اختلال العالم”، ويقطف لنا ما طاب له منه. أكتفي بهذه المقدمة البسيطة، وأترككم مع عبدالرزاق كسّار:
 -”اختلال العالَم” كتاب يتحدث عن تهافت الحضارات للاستمرارية في الحياة بشكل “أفضل”. لم يفت على أمين معلوف أن يبيّن لنا بأن “الأفضل” هذه نسبية!. يحمّل هذا التهافت تارة للشعوب وتارة للحكومات، وتارة لتفاوت فهم التشريعات!. ومع ذلك يبدأ كتابه بمقولة ويليام كارلوس ويليامز: “ظَلّ الإنسان باقيًا حتى الآن لأنه من فرط جهله لم يكن قادرًا على تخفيف رغباته. والآن بات قادرًا على تحقيقها، عليه أن يبدّلها أو يهلك”!.
كعادة معلوف يقدم الشيء وضده، الحل والمشكلة!. وعلى النقيض من الاقتصاديين يجمع الأفكار في سلة واحدة: “كتاب”، ويقدمها بهذا الحشد للقرّاء. فنظن بأنه لم يبق لديه ما يقدم في المستقبل ، فيفاجئنا..!.
ـ إليكم مقتطفات من الكتاب، وبالكاد أمنع قلمي من التعليق عليها:
-دخلنا القرن الجديد بلا بوصلة!.
-لا يسعني أن أتذوّق ثمار الحداثة بكل اطمئنان، ما لم أكن واثقًا بأن الأجيال القادمة ستتذوقها بالاطمئنان إياه!.
-الزمن ليس حليفنا، وإنما هو القاضي الذي يحاكمنا، ونحن منذ الآن محكومون مع وقف التنفيذ!.
-نحن جميعًا على متن زورق متصدع سائرين إلى الغرق معًا. لكننا مع ذلك لا نكف عن تبادل الشتائم والمشاحنة غير آبهين بتعاظم أمواج البحر. ولعلنا قادرون حتى على الترحيب بالموجة القاتلة إذا ابتلعت أعداءنا أولًا إبّان صعودها نحونا!.
-”خير الناس أنفعهم للناس” هذا شعار سامٍ ينبغي له اليوم أن يثير أسئلة مؤلمة!.
-”إذا كسرته فهو لك” هذه قاعدة كانت تطبقها بعض المتاجر فيما مضى، ومفادها أن على كل زبون، إذا كسر سلعة، أن يدفع ثمنها كأنه اشتراها!.
-الشعوب تحسن التمييز بين المحررين وبين المحتلين!.
-من البديهي أن أمرًا ما قد تغيّر بصورة جذرية في نسيج العالم، وأفسد بشكل عميق العلاقات بين البشر، وحط من قدر الديمقراطية وشوّش سبل التقدم!.
-إنه من عدم المسؤولية أن ينتظر المرء حصول معجزة كل مرة!.
-ليس بالدعوة إلى عودة وهمية لسلوكيات الماضي، سنتمكن من مواجهة العصر الجديد!.
-لا يكفي أن يمر الوقت حتى يمسي الماضي ماضيًا!.
-الخروج نحو الأعلى من الاختلال الذي ينتاب عالمنا يستلزم تبني سلّم للقيم يؤسس على أولوية الثقافة!.
-كل نظرية للتاريخ هي بنت زمانها، فهي كثيرة الفائدة لأجل الحاضر، لكنها إذا طبقت على الماضي بدت تقريبية، ومتحيزة، وإذا أسقطت على المستقبل باتت مجازفة وأحيانًا مدمرة!.
-أنا على قناعة عميقة بأننا نبالغ في تقدير وزن تأثير الديانات في الشعوب، ولا نقدّر تأثير الشعوب في الديانات حق قدره!.
ـ انتهت مقتطفاتي من كتاب أمين معلوف “اختلال العالم”. قرأت اختلال العالم، وحين انتصفت في قراءته بدا لي وكأن عنوانه “اختلاط العالم”، وحين شارفت على نهايته تخيلت عنوانًا جديدًا “احتلال العالم”.
معلوف هنا لا يريد منا اتخاذ موقف تجاه أفكاره، ولا الوصول لنتيجة!.
يدنو من الحقائق ثم يدير ظهره لها، ولا يمنع نفسه من الالتفات نحوها بين حين وآخر.
لا يفتح الباب على مصراعيه، ولا يوصده في وجوهنا، بل يجعله دومًا مواربًا، وللقراء الخيار في ولوجه أو الإعراض عنه!.