|


أحمد الحامد⁩
أحلام الفنان لا تتوقف
2020-11-15
الفنان وأقصد الماهر في عمله، المستمر في النجاح، هو شخص لا يهدأ بطبعه، ينسى منجزاته الماضية، وتسمعه يقول كان بالإمكان أفضل مما كان. يعمل بحرص شديد في حاضره وكأنه يعمل للمرة الأولى، قلق ولا يرفع سقف التوقعات، يتعامل مع كلمات المديح بتواضع بل إن بعضهم يعتقد أنها مجاملات لطيفة تصل إلى مبالغات، لكنه في الوقت ذاته مدرك بأنه ماهر وموهوب.
في تغريدة كتبتها الفنانة الكبيرة أنغام وجهتها للشاعر الكبير الأمير عبدالرحمن بن مساعد قالت فيها “وأصبح لحلمي معنى حين جمعتني طاولة “أغنية” مع الشاعر الكبير وأمير شعراء عصره عبدالرحمن بن مساعد، لا أجد تعبيرًا يوفي قدر سعادتي بالنجاح معك، شكري واعتزازي لمقامك الراقي”. هذه التغريدة الرقيقة من فنانة كبيرة لشاعر كبير أمر يفسر سببًا من أسباب نجاحها، فرغم أنها فنانة نالت شهرتها العربية من الثمانينيات وحققت نجاحات متوالية طوال هذه المدة إلا أنها وبعد أكثر من ثلاثين عامًا ما زالت تحلم! هذه الأحلام هي أشبه بالطاقة الداخلية لكل مبدع، لا يوجد فنان حقيقي يستطيع البقاء متوهجًا من دون أحلام مهما بلغ ما حققه أو ما تراكم في ماضيه من نجاحات. أما الأمير عبدالرحمن الكبير المتواضع فقد قرأ التغريدة بلغته الكبيرة، وحللها بطريقة ناقد وأجابها بما يفسر سبب استمرار نجاح الفنان سواء كان مغنيًا أو رسامًا أو في أي مجال آخر “شكرًا لكرمك البالغ، أنت فنانة راقية مثقفة واعية متمكنة من أدواتك، مبدعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ورغم مكانتك الفنية الكبيرة المستحقة والتي بإمكانك الركون إليها إلا أنك تبذلين جهدًا هائلًا لكي تقدمي لجمهورك ما يليق بك وبهم، وقبل هذا وبعده إنسانة في غاية الاحترام وحسن الخلق”.
بالأمس كنت أستمع إلى أغنية من حفلات محمد عبده بنقاوة صوت عالية وتوزيع موسيقي بديع، والحفلات في العالم العربي عمومًا تعاني الهندسة الصوتية بالإضافة إلى عدم الاستعداد الموسيقي الكافي من البروفات الموسيقية، لكن محمد عبده الذي كان بإمكانه الركون إلى تاريخه منذ 20 عامًا كان وما زال إلى غاية اليوم يعمل على بروفاته ويحرص على جودة الصوت وكأنها حفلته الأولى.