|


رياض المسلم
مرسول الحب.. بين الحذف والإضافة
2020-11-19
في مطلع عام 2020م “الله يعديه على خير”، وقف الفنان المغربي عبد الوهاب الدكالي على مسرح العلا مقدمًا حفلاً استثنائيًّا في ليالي شتاء طنطورة، كل الحضور وقتها ينتظرون أغنيته الشهيرة “مرسول الحب”، المطالب ذاتها تكررت في حفلة الرياض قبل ما يقارب من 38 عامًا وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة إلا أن “مرسول الدكالي” لم يتغير وحافظ على وهجه ولم تضربه تجاعيد الزمن، ويدخل في صراعاته.
دائمًا ما يحمل المرسول صفات الود والمحبة، وحتى وإن كان ناقلاً للأسية فإنها لا تحسب عليه، فناقل الكفر ليس بكافر، وفي زمننا الحالي تحول المرسول إلى تطبيق وبات يقدم خدمات جليلة، وذاع صيته في زمن كورونا.. وبات صديق الجميع، ويصعب خصامه.. بل وحمل لقب مرسول الحب.
بعد تسمية نادي النصر ملعب جامعة الملك سعود بـ “مرسول بارك”، في اعتقادي أنها كانت مغامرة تسويقية، سترفع من أسهم الشركة لدى محبيّ النصر وستجعل أنداده في الأندية الأخرى يتقدمهم يبحثون عن شركات أخرى تؤديّ المهمة ذاتها.. فلم يعد المرسول محببًا لديهم أو يتغنون به على أنغام الدكالي.
التحديّ بين جمهور الجارين في العريجاء هذه المرة انتقل إلى التطبيقات، فبات “مرسول” بين الحذف والإضافة ومن يتفوق على الآخر؟!.. ولسان حال التطبيق يردد للحاذفين كما قال الدكالي: “فين مشيتي وفين غبتي علينا، خايف لا تكون نسيتنا وهجرتنا وحالف ما تعود”.. والواقف في المنتصف بين الجارين.. تاه فلا يعرف كيف يقيّم الأمور..
ليس من المنطق أن مشجعًا اتحاديًّا يتنقل بالبر أو يلغي سفرته كون الخطوط الجوية العربية السعودية راعيًا للأهلي، وهل يعقل أن أقاطع مطعمًا أو منتجًا جيدًا أثق به كونه فقط يدعم ناديًا منافسًا ليّ.. هذا الفكر للأسف يحمله الكثير من المتعصّبين ومرت علينا حالات مشابهة في أندية عدة.
أعتقد بأن كبار المسوقيّن خبراتهم تنصهر أمام المتعصبين، وتذكرت عندما حوّل بعضهم من المشجعين خطوط هواتفهم النقالة إلى شركة كانت راعية لناديهم، وبعد أن خذلتهم الشبكة، يردون بقولهم: “نار هذه الشركة ولا جنة تلك”.
مقاطعة الشركات بحجة دعمها أندية منافسة أو تأييدها كونها ترعى نادينا هذا فكر قديم علينا أن نلفظه من الوسط الرياضي، ويكون تعاملنا مع تلك الشركات بحسب المنتج وجودته، بغض النظر عن أمور أخرى.
وعلى وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم دور كبير في تهيئة بيئة استثمارية خصبة للشركات الداعمة للأندية المحلية، فالهجوم الذي تتعرض له بعض تلك الجهات الراعية قد يسحبها من الوسط الرياضي مستقبلاً.