|


سامي القرشي
مزايين الإعلام
2020-11-21
الأندية الرياضية أشبه بالحضارات، تنشأ ثم تبيد وتصبح من التاريخ، وهو ما نراه حاضرًا على مستوى الكثير من الأندية حول العالم، ويظل المال سببًا رئيسًا في بقاء أو ذهاب هذه الأندية، ولنا فيما يحدث الآن مثال صريح نصر وهلال والبقية بين تهميش وإهمال.
القيادة العليا هدفها واضح وصريح ومعلن وهو صناعة دوري تنافسي يتساوى فيه الجميع ليس على مستوى الدعم، بل حتى الاهتمام، وهوما تم إثباته بما تم ضخه من المال، إلا أن العمل على تحقيق هذا الهدف اصطدم بحقيقة الانتماء هو الهدف والوفاء.
الأهلي والاتحاد حضارات بحاجة للتنقيب عنها مجددًا، فروسيا وأمريكا وإن سادتا العالم الحديث بالمال إلا أنهما لا تقارنان بحضارتي بابل ومصر، هكذا هي الحسبة دون تقليل، فالحديث هنا عن التاريخ وضرورة المحافظة عليه إرث لا يقبل قتل نسل أو نسف حرث.
إلا أن الحقيقة والتي لا يمكن تجاوزها هي أن التنافس لدينا يسير باتجاه استنساخ للتجربة المصرية والاحتكار، فما نراه إنما تراجع وانحسار لا يخرج عن حقيقة أهلي وزمالك “بيبو ومستشار”، والبقية لا يتجاوز دورهم قليلاً من الفش فاش وكثيرًا من فشار.
فوضى رياضية سببها المباشر ذلك التسابق النصراوي الهلالي على السيطرة على بيت القرار، بل إن ما يحدث من تهريج إعلامي يسأل عنه إعلام هلالي نصراوي وهو السبب خلف تهييج الجماهير، وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالمباركة دون حسيب أو رقيب..
ولكي أكون مباشرًا أكثر، فالهلاليون والنصراويون هم من أتلفوا رياضتنا، حقيقة إعلام تتجاوز الجماهير، في الملعب وفي الإعلام هي أنشودة مكاييل كثر حولها الكلام، إعلامي يسجن لسؤال عن الدعم وآخرون طلقاء ينكرون جنسية لاعب منتخب يرونه الخصم.
المشهد بات مضحكًا على المستوى الإعلامي، ورياضة الوطن تختزل في ناديين، جهات عليا تبحث عن الأمام وعمل يسير بالرؤيا إلى الحطام، مقدمو برامج يصورون للمسؤول أنه الفاتح وضيوف أصبحوا مادة للترفيه بعد نقد تهييج وتعصب وزراعة كره وحقد.

فواتير:
ـ يقول أحد زملاء “المزايين” إن إعلام الاتحاد والأهلي بات تبعًا للنصر والهلال، والحقيقة أن البحث في هذا الأمر يحتاج إلى الرجوع للتعليم منذ القدم، من رعى الغنم ومن سبق الآخر للإمساك بالقلم.
ـ الزميل الفراج يقرر اقتحام عالم الشكاوى والقضايا، وهذا الأمر حق لا أرى فيه النكران، ولكن فارق التوقيت بين تغريدة وبيان ومستشاري اتحاد لم يظهروا للعيان، أمور تحير العقول وتشيب لها الولدان.