|


أحمد الحامد⁩
من أسرار المزاج
2020-11-22
مزاج الإنسان يلعب دورًا مهمًّا في قراراته، سواء كان شابًّا أو متقدمًا في العمر، لذلك يوصي أصحاب التجارب ورواد الأعمال بعدم اتخاذ أي قرار إلا إذا كان الإنسان في مزاج معتدل.
بعض القرارت الخاطئة اتخذها أصحابها وهم يشعرون بالجوع أو بالسعادة المفرطة، والجوع عند بعض الناس يعكر المزاج ويسيء الأخلاق ويقضي على الصبر، فيفقد الإنسان توازنه ويتصرف دون شعور منه بسوء ما يفعل، لذلك نجد أن بعض الصائمين في رمضان يكون مزاجهم عصبيًّا حادًّا، خصوصًا في الساعات القليلة التي تسبق الإفطار، وهذا ما يفسر لنا بعض مشاهد العراك بين الصائمين، وأنا على يقين أن هؤلاء المتعاركين يبدون أشد الندم بعد أن يتناولوا وجبة الإفطار وتبتل عروقهم وتعود قواهم العقلية، ومازلت أتذكر وأنا صائم كيف سلمني الله من خوض عراك خاسر لا محالة مع أحدهم عندما اشتد بي الغضب وأنا أشاهده يتخطى الدور الذي كنت أقف فيه، اشتد غضبي وقلت بعصبية وأنا أقترب منه: “لحظة لحظة.. انت ليش مو محترمنا”؟ لكن وقوفي أمامه أظهر لي الفارق الجسدي الكبير الذي يميل لصالحه، كما أن نظراته الملتهبة نحوي أوضحت لي عاقبة ما أنا مقدم عليه، وأن قراري في الوقوف في وجه هذا المعتدي على نظام الطابور قرار ليس في محله، فوجدت نفسي أتحول إلى حكيم لأقول له: يا أخي نحن في رمضان ويتوجب علينا ألا نفعل ما يبطل صيامنا، هل أنت مستعجل يا أخي؟ قد تكون مستعجلًا.. تفضل.. وأقسم أحدهم لوالد زوجته إنه لم يكن في وعيه عندما طلق ابنته، وعندما طلب والد زوجته تفسير ذلك أجابه بأنه كان جائعًا.. أما الشعور الشديد بالسعادة فهو لا يقل خطورة عن الجوع عند اتخاذ القرار، فالسعيد جدًّا عندما يعيش نشوة سعادته قد يتخذ قرارات ما كان ليأخذها لو أنه كان في حالة مزاجية معتدلة، لذلك ينتقي الأذكياء الوقت المناسب في مفاتحة المديرين والمسؤولين في شأن ما، وينتقون الوقت الذي يعرفون فيه أن صاحبهم سعيد جدًّا، وحينها يقتنصون الفرصة ويطلبون منه ما يطلبون، فيحصلون على الموافقة غالبًا، يفعل ذلك الأبناء مع آبائهم والزوجات مع أزواجهن، أرجو أن تكون هذه المعلومة مفيدة، أنا جربتها عدة مرات مع مديري في العمل، وآمل ألا يقرأ هذه المقالة ويكشف خطتي معه.