|


رياض المسلم
تحديات 2020 وإلهام قمة العشرين
2020-11-22
لن تمرّ صفحات التاريخ على العام 2020 وكأنها 12 شهرًا أو 365 يومًا، فلن يحسب تعاقب لياليه بالساعات ولكن بالأحداث، ومن يستهويه محتوى راصدي “في مثل هذا اليوم”، فإنه سيتوقف كثيرًا عند 2020، فسيدوّن أن هناك عدوًّ اسمه كوفيد 19 نزل إلى ساحة القتال فشتت العالم وحوّله إلى أوصال، وقطع السبل، وهزّ اقتصاد الدول، وخلّف كوارث تخطت أضرار البراكين والزلازل..
الوباء لم يكن يحمل قائمة الدول التي سيزورها، بل كان يهوى السفر عبر الجو والبر والبحر، فكان ضيفًا ثقيلاً، عندما يحلّ لا يحدد موعدًا لرحيله، فالضيف الذي يتنقل بصفة العدو اختلف تعامل دول عدة معه، ولكن الكثير منها رضخ له فضرب أركانها وعلا شأنه وسيطر على مفاصلها، ولكنّ أخرى وقفت له بالمرصاد وحاربته وشارفت على هزيمته، ونحن نفخر في المملكة العربية السعودية في ظل قيادتنا الرشيدة التي وضعت صحة الإنسان ضمن الأولويات وسخّرت الإمكانات، وتصدت لهذا الضيف الثقيل وأكرمته بالحزم، وفي يونيو الماضي، احتلت السعودية مراتب متقدمة في ترتيب أكثر دول العالم أماناً من فيروس كورونا وفقاً لتقرير نشرته مجلة فوربس الأمريكية، اعتمد كاتبه على 130 مؤشراً كمياً ونوعياً، يتصدرها كفاءة الحكومة.
وعلى الرغم من الظروف التي تواجه العالم من جراء هذا الوباء، إلا أن السعودية تقود العالم من خلال ترؤسها قمة العشرين لتلهم العالم وتواجه التحديات الكبرى في 2020 بكل عزيمة واقتدار..
القمة الافتراضية لقادة مجموعة العشرين تعكس لدول العالم واقع السعودية وقوتها وحنكة قيادتها وعظمتها، فألهمنا كل من يسكن المعمورة من خلال طرح محاور وقضايا مهمة ومصيرية في القمة منها تمكين الإنسان، والحفاظ على كوكب الأرض، والعمل على تهيئة الظروف الملائمة التي تمكن الشعوب، من العمل والازدهار وحماية الأرواح والاقتصاد من تبعات جائحة كورونا، ومناقشة السياسات المتعلقة بالأفراد بمختلف اهتماماتهم.
لم تهتم السعودية بشأنها الداخلي في مواجهة تحديات 2020 وتغلبت عليها بقوة، ولكنها الآن تبهر العالم من خلال فتح الآفاق في قمة العشرين لحماية اقتصاد العالم ومكافحة الجائحة، والتخفيف من آثارها، وتعزيز التعاون الدولي، ولا نغفل تقديم السعودية 500 مليون دولار لدعم الجهود الإقليمية والدولية لمحاربة الوباء، وتخفيف الآثار التي يعاني منها العالم بسببها، شمل هذا المبلغ دعم منظمة الصحة العالمية، وتحالف ابتکارات التأهب الوبائي، والتحالف العالمي للقاحات والتحصين.
نعم لقد ألهمنا في السعودية العالم بقمتنا وقوتنا وحنكة قادتنا، فاللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان..