|


أحمد الحامد⁩
لقاح كورونا وذاكرة الروح
2020-11-23
بعيدًا عن السباق بين الشركات المنتجة للقاحات كوفيد 19، وبعيدًا عن السؤال الدائر: أي لقاح من بين اللقاحات الأمريكية والروسية والصينية سيكون الفائز بثقة سكان العالم؟ وكم سيبلغ ثمنه؟ وهل سيصل للجميع؟
المهم أننا أصبحنا نعرف أن اللقاح صار حقيقة على أرض الواقع، الواقع الذي كان يقول إن العالم لن يعود إلى ما كان عليه طالما أن لا وجود للقاح ينهي كوفيد 19، الآن قد نكون في الربع الأخير من المعركة مع هذا الوباء الذي أصاب أكثر من 55 مليون إنسان، وقضى على حياة أكثر مليون و300 ألف روح، وعلى الرغم من أن جيب العالم سيحتاج إلى عدة أعوام لكي يصبح عامرًا إلا أن مجرد المضي نحو التعافي يعتبر انتصارًا كبيرًا.
علينا ألا ننسى بأننا قبل عدة أشهر كنا نحجر أنفسنا في منازلنا، معلقين الآمال على العلماء، ونتوهم بأن الفيروس قد يكون وجد طريقه إلى أيدينا في كل مرة نضطر فيها للخروج من البيت، وكنا نشك في أسباب كل سعلة عادية، وصار المصاب بالإنفلونزا محل شبهة، وكم تلقى المصابون بالإنفلونزا التهاني والتبريكات بعد التأكد بأن إصابتهم لم تكن بكورونا، وصار اللقاء مع الأحبة والأصحاب أمنية، وشرب فنجان قهوة في المقهى طموحًا، الآن ومع تحول الأخبار للحديث عن نتائج اللقاحات والموافقات العالمية لاستخدامها بدأت أتذكر تلك الليالي التي قضيتها وأنا أعيش على وقع صدمة وجود وباء عالمي، غيّر انتشاره من أسلوب حياتنا فجأة، أتذكر بأنني تمكنت بسبب طول الوقت من أن أراجع الكثير من الماضي، وأظن أن الكثير من الناس راجعوا أعوامهم الماضية أثناء بقائهم في منازلهم، كل من دخل عالم المراجعة ظهر بعدة نتائج، ولأن الإنسان ينسى فقد كتبت كل ما أستنتجه في تلك الأيام المضطربة على هدوئها، أما أبرز التوصيات فكانت جميعها روحية، أن أقترب من أسرتي أكثر، وألا أحرم نفسي من لقاء أصدقائي القدامى، وأن أضحك معهم من كل قلبي في أي لقاء معهم، هذا ما أفعله منذ أكثر من عشرة أيام وأنا أزور دبي، اكتشف الأصدقاء بأنني أحفظ تفاصيل حكاياتهم، ومواقفهم الطريفة، وطموحاتهم الخيالية، أما أنا فقد اكتشفت لأول مرة بأنني صاحب ذاكرة قوية، تلك الذاكرة التي تحفظها الروح لا العقل.