|


سعد المهدي
من فاز البارحة
2020-11-23
أكتب قبل مواجهة الهلال والنصر التي لعبت مساء البارحة، وهي فرصة للقيام بعمل فرضيات لما كانت عليه مجريات المباراة والنتيجة، وردود الفعل والأثر الذي يمكن أن ينعكس على مواجهة الفريقين في نهائي كأس الملك، وما يتبقى من جولات الدوري.
الهلال كسب المباراة بفارق هدفين، وسع الفارق بينه وبين النصر إلى عشر نقاط، وينتظر أن يستفيد معنويًّا من هذا الفوز في نهائي الكأس السبت المقبل، النصر أصبح مضطرًا ليلقي بكل أسلحته، لمنع خسارة الكأس التي ضمنيًّا ستنهي موسمه، وربما يتجاوز الأمر إلى ضرب مشروعه في مقتل.
النصر كسب المباراة بنتيجة كبيرة، وعاد منافسًا على اللقب، بل في جاهزية معنوية وفنية للفوز في المواجهة الأهم، وبالتالي فقد أحاط موسمه بين مزدوجي الروح العالية، وتنامي القيمة الفنية، ما جعل الهلال محشورًا في زاوية ضيقة بين محاولة الحفاظ على فارق النقاط المتلاشي، ومعالجة الأضرار النفسية التي تسببت فيه الخسارتان الموجعتان.
التعادل في مباراة البارحة أهون الضرر، لكنّ ذلك مشروط بما ستسفر عنه نتيجة مباراة الكأس، بمعنى أنها ستخفف من ردة الفعل مؤقتًا، لكنه سيكون الأقل سوءًا على الهلال، حتى لو خسر الكأس، حيث سيفتح الطريق له أكثر للمضي في مشوار الدفاع عن اللقب، لكن خطورة فوز النصر بالكأس أنه لن يقبل بعدها التفريط في نتيجة أي مباراة.
نتيجة المباراة أي كانت سيتبعها ذات الشكوى من أداء طاقم التحكيم، وردود الفعل على ما جرى قبل المباراة من قرارات لاتحاد الكرة، حول ما يخص البروتكول الطبي وبيان لجنة الحكام، ولماذا لم يطلب الهلال حكامًا أجانب، وهل للنصر علاقة باختيارهم.
البارحة كانت ليلة غنى فيها كل برنامج رياضي على ليلاه، وكل مغرد أطلق من عصفوره زفرة حسرة أو زغرودة فرحة، ومشجع فضل النوم مبكرًا بضغط من حزن خيم على المكان، وآخر سهر حتى الصباح اقتسم ساعاته ودقائقه بين تلذذ بالفوز وشماتة بالجار، ونشطت “القروبات” تبرر وتتظلم ساعة، وتشتم وتقذف ساعة، وآخر كانت ليلة مجموعته تشفيًا وسخرية وجنون فرح.
النهاية أن النصر والهلال سيلتقيان في الدور الثاني من الدوري، وفي كأس السوبر، وربما في كأس الملك لهذا الموسم، كما أنهما التقيا عشرات المرات خلال خمسين عامًا، وستستمر مواجهاتهما ، وفيها يمكن استخلاص الدروس والعبر، أن لا شيء يبقى على حاله، تضحك لك الأيام يومًا، وتدير لك ظهرها أيامًا.