- بينما كنّا نضحك، ونتحدّث بأيّ شيء حول كل شيء، كما هي عادة الأصدقاء وطبيعة جلساتهم، قال لي: كثيرًا ما تكتب عن القراءة، أهميّتها، متعتها، ضرورتها، ومهاراتها، رغبتك في التحفيز على القراءة غالِبَة ومنتشرة في معظم مقالاتك، وكأنك تحلم بولادة قارئ، لكني أسأل: كيف يمكن ذلك، ما دام غير القارئ لن يقرأ!، وما دام من يقرأ موجودًا أصلًا، موجودًا قبل نصائحك ووصاياك التّحفيزيّة، لو لم يكن قارئًا لما قرأ لك؟!.
- ربّما لم تكن صياغة صاحبي مُطابِقَة لما دوّنته الآن، لكنها كانت بهذا المعنى تمامًا. وأتذكّر أنني ابتسمتُ، حَكَكْتُ رأسي، وحِرْتُ جَوابًا!. كان السؤال عميقًا، وصار له دويّ هائل، حملته في رأسي سبعة أيام وأكثر، بعدها قلت له شيئًا قريبًا مما أكتبه لكم الآن:
- أكتب عن القراءة لأنني أحبّها!. أفعل ذلك مثلما يتغزّل معشوق بمعشوقته!. وأكتب لأنني وجدتُ أنني كلّما قمتُ بذلك فإن مفاتِنها تتكشّف لي أكثر وأكثر!.
- أكتبُ لمن يقرؤون أصلًا، بل للمولعين بالقراءة مثلي وأكثر. لا أدلّهم على جديد فيها، فإنْ حدث ذلك فبمحض الصّدفة!. لكنني أكتب لهم، لأشعُر بهم!، ولأُشْعِرهم بوجودي، ليشُدّ كل منّا عضَدَ الآخر، ويقوّي عزيمته، ويؤكد له صحّة الفكرة وسلامة النهج!.
- أكتب لكم، لكي أقول: إننا، نحن القرّاء، على حقّ، وإننا كذلك بالذّات حين نُخطئ ونرتبك!.
- أكتب، لا لكي يُولَد قارئ جديد، فهذه مهمّة فوق قدراتي، لكني أكتب عن القراءة، لكي لا يظنّ إنسان قارئ، أنه نشاز!، أو أنّه يتصرّف بما يناقض الطبيعة، حين ينفرد بكتابٍ ما في مقهى ما في أي وقت، ويظل يقرأ، بينما الناس حوله ينظرون إليه باستغراب، أو بأي نظرة أخرى، أو حتى بينما هم منشغلون بأمور أخرى ولا ينظرون!.
- أكتب عن القراءة، أملًا في أن تصل مشاعري إلى أخي في القراءة، إليك، إلى كل قارئ في كل زمان ومكان، فيطمئنّ، وينشرح صدره، مثلما ينشرح صدري وأطمئن كلّما قرأت لكاتبٍ يحثّ على القراءة ويُفتِّش في أسرارها بحب وجمال!.
- ذلك أنني أشعر، حقًّا، بأن كل قارئ “حقيقي” جزيرة معزولة، أو في جزيرة معزولة، وأنّ رسالةً ما يجب أن تصله، لتقول له: نحن بخير، ونتمنّى أن تكون بخير، نسأل عنك ونغنّي باسمك. لستَ وحدك، نحن معك!.
- أكتب عن القراءة لأنني فخور وسعيد بها، وأظنّها أجمل مواهبي ومن أعظم هدايا الله لي. نعم، أكتب عن القراءة حمدًا لله عليها، ومن الحمد التّحدّث بالنّعمة!.
- أكتب عن القراءة، لأن هذا ما أُجيده، أو ما أظن أنني أُجيد الكتابة فيه وعنه وحوله، أو ما أظن أنني لا أجيد شيئًا غيره أكثر منه!.
- أمّا حكاية “ولادة قارئ” فلا أقول بخصوصها إلا ما قاله شيخ قبيلة القرّاء في هذا العصر “ألبرتو مانغويل”: “الطريقة الوحيدة المُثْبَتَة التي تؤدّي إلى ولادة قارئ هي الطريقة التي لم تُكتَشف بعد”!.
- ربّما لم تكن صياغة صاحبي مُطابِقَة لما دوّنته الآن، لكنها كانت بهذا المعنى تمامًا. وأتذكّر أنني ابتسمتُ، حَكَكْتُ رأسي، وحِرْتُ جَوابًا!. كان السؤال عميقًا، وصار له دويّ هائل، حملته في رأسي سبعة أيام وأكثر، بعدها قلت له شيئًا قريبًا مما أكتبه لكم الآن:
- أكتب عن القراءة لأنني أحبّها!. أفعل ذلك مثلما يتغزّل معشوق بمعشوقته!. وأكتب لأنني وجدتُ أنني كلّما قمتُ بذلك فإن مفاتِنها تتكشّف لي أكثر وأكثر!.
- أكتبُ لمن يقرؤون أصلًا، بل للمولعين بالقراءة مثلي وأكثر. لا أدلّهم على جديد فيها، فإنْ حدث ذلك فبمحض الصّدفة!. لكنني أكتب لهم، لأشعُر بهم!، ولأُشْعِرهم بوجودي، ليشُدّ كل منّا عضَدَ الآخر، ويقوّي عزيمته، ويؤكد له صحّة الفكرة وسلامة النهج!.
- أكتب لكم، لكي أقول: إننا، نحن القرّاء، على حقّ، وإننا كذلك بالذّات حين نُخطئ ونرتبك!.
- أكتب، لا لكي يُولَد قارئ جديد، فهذه مهمّة فوق قدراتي، لكني أكتب عن القراءة، لكي لا يظنّ إنسان قارئ، أنه نشاز!، أو أنّه يتصرّف بما يناقض الطبيعة، حين ينفرد بكتابٍ ما في مقهى ما في أي وقت، ويظل يقرأ، بينما الناس حوله ينظرون إليه باستغراب، أو بأي نظرة أخرى، أو حتى بينما هم منشغلون بأمور أخرى ولا ينظرون!.
- أكتب عن القراءة، أملًا في أن تصل مشاعري إلى أخي في القراءة، إليك، إلى كل قارئ في كل زمان ومكان، فيطمئنّ، وينشرح صدره، مثلما ينشرح صدري وأطمئن كلّما قرأت لكاتبٍ يحثّ على القراءة ويُفتِّش في أسرارها بحب وجمال!.
- ذلك أنني أشعر، حقًّا، بأن كل قارئ “حقيقي” جزيرة معزولة، أو في جزيرة معزولة، وأنّ رسالةً ما يجب أن تصله، لتقول له: نحن بخير، ونتمنّى أن تكون بخير، نسأل عنك ونغنّي باسمك. لستَ وحدك، نحن معك!.
- أكتب عن القراءة لأنني فخور وسعيد بها، وأظنّها أجمل مواهبي ومن أعظم هدايا الله لي. نعم، أكتب عن القراءة حمدًا لله عليها، ومن الحمد التّحدّث بالنّعمة!.
- أكتب عن القراءة، لأن هذا ما أُجيده، أو ما أظن أنني أُجيد الكتابة فيه وعنه وحوله، أو ما أظن أنني لا أجيد شيئًا غيره أكثر منه!.
- أمّا حكاية “ولادة قارئ” فلا أقول بخصوصها إلا ما قاله شيخ قبيلة القرّاء في هذا العصر “ألبرتو مانغويل”: “الطريقة الوحيدة المُثْبَتَة التي تؤدّي إلى ولادة قارئ هي الطريقة التي لم تُكتَشف بعد”!.