وداع مهيب “لكرة القدم” مسجية وسط مستطيل قرمزي، تنام على عشب أخضر نومًا أبديًّا، لم يعد لها أن تتململ، أن تتمرد، هذه المرة “أنطونيو فيلا” سائق الحافلة يخترق بها شوارع العاصمة بيونس إيرس إلى مقبرة “بيلا فيستا”.
ليس بإمكان المشجعين الذين سيطروا على فناء القصر الرئاسي “كاسا روسادا”، أن يأخذوها بالأحضان إلى أقرب ملعب، ولا أن يبللوا جبينها بقبل الشفاه، أو دموع الوداع.
اخترق الموكب الجنائزي الطرق ومن تحت الجسور المكدسة بالجمهور، أطلقت عليهم الشرطة، الغازات المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، “كرة القدم” لا يحركها شيء، ملفوفة بعلم الأرجنتين والقميص رقم 10، تخلت أخيرًا عن الصخب والجنون، تركته لهم ذكرى يحكونها لأجيال بعدهم، من هنا مرت “كرة القدم” إلى مثواها، أعذرونا إذ لم نتمكن من فعل شيء من أجلها، وأجلكم.
بعد ساعات على وفاة، “كرة القدم”، خيم الظلام على ملعب نادي “بوكا جونيور”، باستثناء مكان واحد مضيء، لكن “دييغو أرماندو مارادونا” لن يعود إليه ثانية، لا فائدة من استجداء السحر والمتعة، هي أشياء لا تستدعى أو تشترى، صباح الموت “أنا لست على ما يرام”، عادت “كرة القدم” إلى سرير المرض، كانت آخر الأنفاس التي بقيت لكرة القدم في العالم. الأطباء لا يمكن لهم وصف روشتة العبقرية ولا صنع الأنفاس للكرة لتعيد استدارتها.
حياة الأساطير فراغ يملأ من غيرهم، وموتهم حياة جديدة يكتبونها هم بصنيعهم، في كل حين يكشف فيه عن شيء، عاش مارادونا معذبًا بفنه وعبقريته وجنونه، ومات ملطخًا بما فعل وما لم يفعل، استثنى نجوميته من أن تروج للفاسدين، وصرح بأنه يكره بقوة أي شيء يأتي من الولايات المتحدة، فنال غضب لصوص “الفيفا”، تربصوا به وأهانوه، علقوا له المشانق ومنحوا لمن هم دونه النياشين والأوسمة والمناصب.
يمكن لعدل الميزان أن ينحاز لمارادونا، فلولاه لما كان لأحد أن يهتم بوجود هذه الآلة الجامدة، وسط عازفي الأوبرا في ميادين سحر كرة القدم وأرشيفها، الكل يريد أن يتقدمه ويفوقه ويسقطه، بحسابات الأخطاء والآثام، لكنه دفع ثمنها قبل ارتكابها وبعدها، هو يقول “أنا مارادونا، أصنع الأهداف، أرتكب الأخطاء، أستطيع تحمل كل شيء لأني أملك كتفين عريضتين للقتال”، لكن ماذا لو يمكن له أن يصغي لما قيل عنه بعد رحيله.. ربما ما كان ليندم على شيء فعله.
ليس بإمكان المشجعين الذين سيطروا على فناء القصر الرئاسي “كاسا روسادا”، أن يأخذوها بالأحضان إلى أقرب ملعب، ولا أن يبللوا جبينها بقبل الشفاه، أو دموع الوداع.
اخترق الموكب الجنائزي الطرق ومن تحت الجسور المكدسة بالجمهور، أطلقت عليهم الشرطة، الغازات المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، “كرة القدم” لا يحركها شيء، ملفوفة بعلم الأرجنتين والقميص رقم 10، تخلت أخيرًا عن الصخب والجنون، تركته لهم ذكرى يحكونها لأجيال بعدهم، من هنا مرت “كرة القدم” إلى مثواها، أعذرونا إذ لم نتمكن من فعل شيء من أجلها، وأجلكم.
بعد ساعات على وفاة، “كرة القدم”، خيم الظلام على ملعب نادي “بوكا جونيور”، باستثناء مكان واحد مضيء، لكن “دييغو أرماندو مارادونا” لن يعود إليه ثانية، لا فائدة من استجداء السحر والمتعة، هي أشياء لا تستدعى أو تشترى، صباح الموت “أنا لست على ما يرام”، عادت “كرة القدم” إلى سرير المرض، كانت آخر الأنفاس التي بقيت لكرة القدم في العالم. الأطباء لا يمكن لهم وصف روشتة العبقرية ولا صنع الأنفاس للكرة لتعيد استدارتها.
حياة الأساطير فراغ يملأ من غيرهم، وموتهم حياة جديدة يكتبونها هم بصنيعهم، في كل حين يكشف فيه عن شيء، عاش مارادونا معذبًا بفنه وعبقريته وجنونه، ومات ملطخًا بما فعل وما لم يفعل، استثنى نجوميته من أن تروج للفاسدين، وصرح بأنه يكره بقوة أي شيء يأتي من الولايات المتحدة، فنال غضب لصوص “الفيفا”، تربصوا به وأهانوه، علقوا له المشانق ومنحوا لمن هم دونه النياشين والأوسمة والمناصب.
يمكن لعدل الميزان أن ينحاز لمارادونا، فلولاه لما كان لأحد أن يهتم بوجود هذه الآلة الجامدة، وسط عازفي الأوبرا في ميادين سحر كرة القدم وأرشيفها، الكل يريد أن يتقدمه ويفوقه ويسقطه، بحسابات الأخطاء والآثام، لكنه دفع ثمنها قبل ارتكابها وبعدها، هو يقول “أنا مارادونا، أصنع الأهداف، أرتكب الأخطاء، أستطيع تحمل كل شيء لأني أملك كتفين عريضتين للقتال”، لكن ماذا لو يمكن له أن يصغي لما قيل عنه بعد رحيله.. ربما ما كان ليندم على شيء فعله.