العالم تغير فعلًا بصورة لم نحسب حساب سرعتها بسبب الجائحة، وأصبحنا نعتاد على التغييرات التي أحدثتها كورونا وكأنها شيء طبيعي، عندما شاهدنا أولى المباريات من دون جمهور كنا نقول بأنها مباريات باهتة تنقصها الأهازيج والإثارة التي تصنعها الجماهير، ثم اعتدنا عليها، ثم أصبحنا نتفاعل معها وكأنها كانت دائمًا من دون الجمهور!
منذ مدة وأنا ألتقي عبر “زوم” مع كل من كنت ألتقيهم في مقرات شركاتهم أو في بهو فندق، اعتدت على ذلك بل وتأكدت بأنها وسيلة مناسبة لا تضيع الوقت في الطريق ولا تكلف سوى الاشتراك بالإنترنت وتحميل التطبيق، ما زلت أتذكر التصريحات التي قالها مشاهير العالم من اقتصاديين وسياسيين، بأن العالم ما قبل كورونا سيكون مختلفًا بعد كورونا، كنت أتساءل كيف سيكون ذلك؟ ما معنى أن يكون العالم مختلفًا وبهذه السرعة؟ خصوصًا وأن التغيير عادة يحتاج إلى أعوام، لم تمضِ عدة أيام حتى اضطرت معظم الإذاعات في العالم إلى أن تنشئ استوديوهاتها في بيوت المذيعين كي لا تتوقف برامجها، شخصيًا كان أمرًا غريبًا ويثير الضحك عندما تنهي فقرتك الإذاعية ثم تدخل مطبخ بيتك وتأكل بعض ما أعدته زوجتك من طعام ثم تعود لتقدم فقرة إذاعية جديدة! ولا تستغرب إذا ما كان صغيرك ينتظرك خارج الغرفة “الاستوديو” ليشتكي لك من أحد أشقائه، ثم صار الأمر بالنسبة لي معتادًا، لدرجة أنني احتجت عدة ساعات لكي أعتاد على استوديو الإذاعة عندما عدت للعمل من مقر الإذاعة، كان ظهور مذيعة “البي بي سي” وهي تقرأ نشرة الأخبار من صالون منزلها إعلانًا عن طريقة التقديم التلفزيوني الجديدة إلى الأبد، ورغم عودة معظم مقدمي البرامج إلى مقرات محطاتهم إلا أن مسألة التقديم من البيت صارت أمرًا عاديًا، وما زالت إلى اليوم تقدم المحطات العالمية بعض برامجها من منزل مقدم البرنامج، كانت التقنية موجودة بقوة قبل كورونا إلا أن الكثير من سكان العالم كانوا بعيدين عنها ويرفضون استخدامها إلى أن جاءت الجائحة لتفرض عليهم واقعًا جديدًا، اليوم تقبّل الجميع هذا الواقع بل إنهم صاروا سعداء بذلك لأنه الأسهل، حتى شراء الخضراوات والفواكه صار عبر الإنترنت، أما الأرباح التي حققتها كل الشركات التي اعتمدت البيع على الإنترنت قبل الجائحة كانت جاهزة لحصد الأرباح الخيالية، العالم تغير فعلًا بسرعة.
منذ مدة وأنا ألتقي عبر “زوم” مع كل من كنت ألتقيهم في مقرات شركاتهم أو في بهو فندق، اعتدت على ذلك بل وتأكدت بأنها وسيلة مناسبة لا تضيع الوقت في الطريق ولا تكلف سوى الاشتراك بالإنترنت وتحميل التطبيق، ما زلت أتذكر التصريحات التي قالها مشاهير العالم من اقتصاديين وسياسيين، بأن العالم ما قبل كورونا سيكون مختلفًا بعد كورونا، كنت أتساءل كيف سيكون ذلك؟ ما معنى أن يكون العالم مختلفًا وبهذه السرعة؟ خصوصًا وأن التغيير عادة يحتاج إلى أعوام، لم تمضِ عدة أيام حتى اضطرت معظم الإذاعات في العالم إلى أن تنشئ استوديوهاتها في بيوت المذيعين كي لا تتوقف برامجها، شخصيًا كان أمرًا غريبًا ويثير الضحك عندما تنهي فقرتك الإذاعية ثم تدخل مطبخ بيتك وتأكل بعض ما أعدته زوجتك من طعام ثم تعود لتقدم فقرة إذاعية جديدة! ولا تستغرب إذا ما كان صغيرك ينتظرك خارج الغرفة “الاستوديو” ليشتكي لك من أحد أشقائه، ثم صار الأمر بالنسبة لي معتادًا، لدرجة أنني احتجت عدة ساعات لكي أعتاد على استوديو الإذاعة عندما عدت للعمل من مقر الإذاعة، كان ظهور مذيعة “البي بي سي” وهي تقرأ نشرة الأخبار من صالون منزلها إعلانًا عن طريقة التقديم التلفزيوني الجديدة إلى الأبد، ورغم عودة معظم مقدمي البرامج إلى مقرات محطاتهم إلا أن مسألة التقديم من البيت صارت أمرًا عاديًا، وما زالت إلى اليوم تقدم المحطات العالمية بعض برامجها من منزل مقدم البرنامج، كانت التقنية موجودة بقوة قبل كورونا إلا أن الكثير من سكان العالم كانوا بعيدين عنها ويرفضون استخدامها إلى أن جاءت الجائحة لتفرض عليهم واقعًا جديدًا، اليوم تقبّل الجميع هذا الواقع بل إنهم صاروا سعداء بذلك لأنه الأسهل، حتى شراء الخضراوات والفواكه صار عبر الإنترنت، أما الأرباح التي حققتها كل الشركات التي اعتمدت البيع على الإنترنت قبل الجائحة كانت جاهزة لحصد الأرباح الخيالية، العالم تغير فعلًا بسرعة.