|


منصور ناصر الصويان
موسم مختلف
2020-11-30
يعتبر هذا الموسم الرياضي موسمًا مختلفًا على مستوى الرياضة وأنشطتها في كافة أنحاء العالم وتحديدًا في منافسات كرة القدم. هناك العديد من الأسباب التي تجعله كذلك، من أهمها جائحة “كوفيدـ19”، التي ألحقت الضرر بمواعيد البطولات وتحضيرات الفرق، وتسبَّبت في تداخل المنافسات، بل في إلغاء العديد منها أو تأجيلها، وهذا بذاته يعتبر السبب الرئيس في ذلك الاختلاف.
أما الأسباب الثانوية، فمن أهمها عودة اللاعبين للمنافسات دون الحصول على الإعداد البدني والتحضير النفسي المناسب بعد توقف التدريب/ المنافسة، حيث لا يمكن للاعبين العودة السريعة إلى طبيعة الحالة التدريبية في فترة زمنية قصيرة، التي قد تمثل خطورة كبيرة عليهم.
أما السبب الثاني فهو المدة القصيرة للفترة الانتقالية بين الموسمين، التي لم تكن كافية للتأثير الإيجابي على الحالة البدنية للاعبين بالشكل المناسب، ناهيك عن عدم أخذ اللاعبين المصابين فترات العلاج والاستشفاء الكافية، حيث إن فترة التجديد الخاصة بين الموسمين ضرورية للاعبين، لاستعادة قدراتهم العصبية والعضلية وتنشيط الأجهزة الحيوية والاستشفاء الذهني والنفسي الكامل، وبالتالي خفض خطر الإصابة.
ويضاف إلى ذلك كله أن هناك عددًا ليس بالقليل من اللاعبين أصيبوا بالفيروس وتلقوا فترتي العلاج والعزل المناسبتين، وتم شفاؤهم بفضل الله، ولكن آثارالإصابة بهذا الفيروس قد تستمر تأثيراته السلبية على الجهاز التنفسي ولفترات طويلة نسبيًّا، وبالنتيجة يحدث تأثير على القدرات الهوائية، حيث إن هذا الفيروس في الأساس يستهدف رئتي الشخص المصاب.
العديد من الدراسات التي أجريت على بعض الرياضيين الذين أصيبوا بهذا المرض وتشافوا منه بيَّنت أن لديهم بعض المشاكل في القدرات الهوائية، خاصةً في الرياضات التي تتطلب الأداء لفترات طويلة ككرة القدم، وأوضحت أيضًا أن هناك انخفاضًا في الاستهلاك الأقصى للأكسجين، مقارنةً مع ما كان عليه الرياضي قبل الإصابة بالمرض، ما يؤثر على عملية الاستمرار في الأداء لفترات أطول وبكفاءة جيدة.
لذا فإن الفترات القادمة قد تكون صعبة على اللاعبين، وقد نلاحظ انخفاضًا في أداء بعض اللاعبين ويحتاجون إلى المزيد من الوقت للتعافي التام من تأثيراته. ولذا يجب على المدربين التعامل الجيد مع هذه الشريحة من اللاعبين والتنسيق الكامل مع الطواقم الطبية ومدربي اللياقة، للوقوف على الحالة الصحية والجاهزية وتقييمها، قبل المجازفة بإشراكهم في المنافسات ذات الطابع مرتفع الشدة. الحفاظ على سلامة اللاعبين واستمراريتهم أمر مهم يجب ألّا نغفل عنه، ويجب التركيز عليه كما يتم التركيز على الفوز والمنافسة.