|


فهد الروقي
التنمّر الأزرق
2020-12-01
ما فعله كبير القارة وزعيم البطولات بجاره قد يندرج تحت قاعدة التنمر أو التعنيف، وقد تجاوز تأثير ذلك حدود كرة القدم، ففي ثلاثة أشهر تقريبًا استطاع الهلال الفوز في ثلاث مباريات مفصلية، بدايتها برباعية تاريخية حسمت بشكل كبير لقب “الدوري الاستثنائي”، والذي أنهاه الأزرق بأرقام قياسية، ثم جاء نزالان يفصل بينهما خمسة أيام، الأول انتهى بثنائية دورية حفظت له “المركز الأول” الذي لا يرتضي غيره، والثاني كان “القاصم” في ختام كأس “الوالد القائد” بثنائية أخرى.
حمل الزعماء بعدها الكأس بهدوء ورقي كما كان حالهم في اللقاء، والذي كان أشبه بمناورة متوترة واحتفلوا أيضًا برقي وهدوء ولم نشاهد منهم مبالغات تتجاوز المألوف أو “حركات” تمس المنافس أو تستفزه أو تعرّض به، فيكفيه ما لاقاه في الملعب وهي لغة زاهية لا يتقنها إلا الكبار، وهي عادة “زرقاء” وثقافة راسخة في صعود المنصات والظفر بالذهب ولا سواه،
في مقابل عادة صفراء تؤمن بالمؤامرة وتدّعي المظلومية وتمارس البكائيات بدموع تماسيح وبسيناريوهات متكررة من أكثر من أربعين سنة، وهي طبائع قد تزول الجبال ولا تزول، وقد غرسها بطريقة متراكمة بتفاصيل مدروسة ومقننة، تهدف لإبعاد الإدارات المتعاقبة عن المسؤولية وتحميلها لأطراف خارجية “تحكيم ولجان”، يستغلون فيها عاطفة جماهير جياشة وهي عاطفة عمياء، مستخدمين آلة إعلامية ضخمة سيطرت على المحاير والمنابر وتوزعت بشكل مدروس منذ زمن ليس بالبعيد.
وكالعادة تأتي تفاصيل التحكيم مثيرة للمشجع الأصفر، كما حدث في اللقاء الأخير، ويأتي من لا يفقه في قانون التحكيم أو ممن كانت له سيرة غير عطرة فيه ليصب جام غضبه على حكم من حكام النخبة في العالم، ليس في قراراته، فهي قابلة للصواب والخطأ، بل تجاوز ذلك حتى في أمانته، علمًا أن الحكم أنقذ “الأصفر البراق” من هزيمة تاريخية حينما تغاضى عن طرد المدافع سلطان الغنام من الشوط الأول وفريقه متأخر بهدفين، وهذه الحالة كفيلة بجب ما قبلها ويسندها في ذلك التغييرات الكبيرة التي بعثرت الصفوف بحثًا عن مكمن الخلل، وهي شهادة براءة للحكم والتحكيم.

الهاء الرابعة
يا حمامَ الغصونِ لو كنتَ مثلي
عاشقاً لم يرُقكَ غُصْنٌ رَطيبُ
فاتركِ الوجدَ والهوى لمحبٍ
قلبُهُ قدْ أَذَابَهُ التَّعْذِيبُ