أحمد الحامد⁩
عندما لا يغني المال
2020-12-06
يحتاج الإنسان إلى كسب المهارات لتطوير ذاته، كما أنه يحتاج إلى تغيير بعض العادات المضرّة واستبدالها بما هو نافع، لكي يضيف لشخصيته المصداقية والسمعة المهنية، وقد يكون المختصون في تطوير الذات هم أفضل من يقدم النصائح المبنية على الدراسات الاجتماعية والنفسية.
لكن كل ذلك لا يكاد يكون سوى مجرى صغير جداً يجب أن يصب في النهر الأساسي للنجاح، وهو نهر الأخلاق، وهو ما غفل عن ذكره الكثير من مدربي تطوير الذات، الذين راحوا يعطون قراءهم النصائح في استثمار الوقت، وفي إيقاظ القوة الداخلية وإدارة الجانب المالي بصورة صحيحة، دون التطرق إلى أن كل هذه المهارات بلا قيمة، طالما أن صاحبها ذو أخلاق سيئة.. وهذا ما يفسر فشل بعض المهاريين من ذوي الأخلاق السيئة ونجاح حتى أنصاف المواهب لكنهم ذوو أخلاق مكتملة.
بعد أكثر من 25 عاماً في عملي، أستطيع الآن أن أرى صاحب الأخلاق الرفيعة ممن زاملتهم هو من استطاع أن يستمر في عمله، وبالتالي استطاع أن يتطور ثم حصل على المناصب الإدارية المهمة ذات المردود المادي والاجتماعى، بعض هؤلاء لم يكونوا الأكثر مهارة، لكنهم الأكثر احتراماً لزملائهم والأكثر مسؤولية ومصداقية، بينما خسر بعض المبدعين مسيرتهم المهنية بسبب سلوكهم السيئ..
ما كتبته اليوم كان بتحريض مما قرأته لسفيرنا الأديب الأستاذ تركي الدخيل عن قوة الأخلاق ونتائجها المضمونة.. “قال الأصمعي: كان أشياخنا يقولون: عاشروا الناس بخلق حسن، إن غبتم حنّوا إليكم، وإن متّم ترحموا عليكم، ثم أنشأ يقول:
لو أننِي خُيِّرت كُلُّ فضيلةٍ
ما اخْترتُ غيرَ محاسِنِ الأخلاقِ”..
هناك مقولة شعبية شهيرة طالما تذكرتها في مشاهد كثيرة “الفلوس تستر”، وأظن أن الأخلاق الرفيعة ليست أقل إن لم تكن أقوى من قوة وسطوة المال، لو كنت مدرباً أو كاتباً مختصاً في تطوير الذات، لركزت على تطوير الأخلاق أولاً، لأنها أساس النجاح في كل شيء،

ومما قيل في ذلك:
تغني عن الأموال أخلاق الفتى
والمال لا يغني عن الأخلاق