|


عيد الثقيل
أخطاء الحكام وصنّاع المؤامرات
2020-12-10
مهما كانت أخطاء الحكام فادحة ومؤثرة حتى مع تقنية الفار فلا يمكن التشكيك في نزاهتهم ولا في ذممهم، وفي مقال سابق طالبت اتحاد القدم بالتحرك والتصدي لكل من يشكك في ذلك، ويحميهم من المتعصبين والمتربصين بالحكم السعودي، الذي لم نصدق أن نشاهده في ملاعبنا السعودية بعد أن فقدت فيه الثقة خلال الأعوام الماضية.
لكن هذا لا يعني غض النظر والسكوت عن أخطاء الحكام الفادحة والمحرجة لمشروع تطوير الحكم السعودي والذي يتبناه اتحاد ياسر المسحل مشكورًا، فمع بعض القرارات الغريبة والتي طالت أندية كثيرة حتى الآن لا بد للاتحاد من آلية تحمي الحكام مهزوزي الثقة والمترددين في قراراتهم من أنفسهم حتى، وتحمي المشروع من الفشل من خلال تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، فلا بد من مواجهة الحكم بأخطائه ومحاسبته عليها، وليس بالضرورة أن تكشف اللجنة عن قراراتها وعقوباتها للإعلام والجماهير الرياضية كما يطالب البعض، ولكن لتطوير الحكم السعودي لا بد من إبعاد بعض الحكام ومعاقبتهم، ولو لم نخرج هذا الموسم سوى بأربعة طواقم تحكيمية لكفى، مع الاستمرار في التطوير حتى نشاهد الحكم السعودي يتسيد كل لقاءات الدوري، فالتطوير والارتقاء به مطلب لكن ليس دون حساب أو عقاب.
يحاول البعض التأجيج من خلال هذه الأخطاء وتصويرها لجمهور فريقه بالمؤامرة ومحاولة إسقاطها لصالح المنافسين، بينما الواقع يقول إن الجميع تضرر منها حتى الهلال وهو المبتعد بصدارة الترتيب، وهنا أحدد الهلال لكي أقول إن الأخطاء توجد حتى ضد الفريق المنتصر، ولا فرق لدي بين خطأ فادح تسبب في خسارة فريق وخطأ مشابه له وقد يكون أشنع ولكن الفريق المتضرر انتصر، فالخطأ واحد في تقييمه والمعالجة ومحاسبة الحكام واحدة على أخطائهم، وليس على نتائج الفرق ومدى إضرارها بهم.
لذلك على بعض الجماهير والإعلاميين ولا سيما المؤثرين منهم السير في اتجاه تطوير الحكم السعودي ولو حتى بنقده والمطالبة باستبعاد مهزوز الثقة منهم وصاحب الصافرة المرتعشة، لكن دون تحويل الأمر لمؤامرات تحاك ضد فريقه يحاول بها استغلال أخطاء الحكام لإخفاء مشكلات فنية وإدارية يعيشها ناديه، فخطأ الحكام كما ذكرت واحد لا يعرف فريقًا فاشلًا أم ناجحًا، وليس كل من خسر كان بسبب خطأ تحكيمي فقط، وليس كل منتصر لم يتعرض للظلم ونفس الخطأ أيضًا.
لننتقد ولنحاول إيجاد الحلول ومعالجة الأخطاء حتى لو قسونا، ولكن ليكن ذلك لصالح الرياضة السعودية وتطويرها وليس من أجل مصالح أندية فقط ولمحاولة ذر الرماد في العيون.