|


حسن عبد القادر
دابو.. ترك بصمته ورحل
2020-12-11
لم يكن أمين دابو لاعبًا عاديًا في تاريخ الأهلي، بعد أن سجل لناديه ولنفسه ولبلده اسمًا سيبقى خالدًا في تاريخ النادي، وبعد أن قدم على ملاعب كرة القدم متعة بصرية كان يصفق لها المنافس والمحب.
أمين دابو من ماركة اللاعبين أصحاب البصمات في كرة القدم، لأنه كان يتعامل مع كرة القدم بحب كان يمنحها جل وقته ويبدع في تقديم حلول “مهارية” لم يكن يعرفها المشجع السعودي قبل ذلك.
كانت الجهة اليمنى في هجوم الأهلي أشبه بمسرح يأتي الجميع للاستمتاع بما يقدم فيه هذا المبدع، وكانت ذات الجهة مصدر قلق للمنافسين، الذين مع اختلاف أنديتهم وتنوع أدائهم لم يستطيعوا أن يوقفوا زحفه الدائم نحو مرماهم، كان يبتكر “الحيل” لتجاوزهم في كل موقعة تجمعهم. لذلك وصف “بالثعلب” لأنه جمع مكر كرة القدم ودقة تنفيذ هذا المكر طيلة سنوات ركضه في الملاعب.
عرفت دابو وأنا أخوض تجربة البراعم في النادي الأهلي، وسنحت لنا كلاعبين صغار فرصة أن نكون على أرض الملعب في ليلة اعتزاله. كان حدثًا تاريخيًّا بالنسبة لنا ونحن نشاهد أسطورتنا أمامنا يداعب الكرة يمررها يسير بها ويفرح معها وبها. مرت السنوات سريعًا ثم التقيته بعدها بسنوات عندما بدأت مشواري الإعلامي وكان وقتها مدربًا للأهلي، وتوطدت العلاقة بعد أن قرَّر أن يتوقف ويتحول إلى محلل في قنوات الرياضة، ليقدم عصارة تجربته وخبرته ونجاحاته.
أمين دابو في كل الأوقات التي كنت التقيه فيها أثناء عمله مدربًا أو بعد بقائه في منزله كان كما هو الشخص البسيط المحب الذي لا يجيد فتح الجبهات ولا حبك الصراعات كان مسالمًا ومتصالحًا مع نفسه قبل غيره. كان حديثه دائمًا لا يخرج عن نطاق كرة القدم التي وهبها نفسه وجاءته طائعة مستسلمة كان بينه وبين كرة “حب” لأنه طوعها وطاعته.
رحل ثعلب الكرة وبقيت خطواته وبصماته وسيرته التي ستخلد لجيل كامل، كان خلالها الأهلي فريقًا مرعبًا صنع تاريخًا لن يمحى وسيرة لن نمل سردها لكل الباحثين عن النجاح والتميز.
رحمك الله يا أبا محمد وجعل كل الدعوات التي أعقبت رحيلك عن دنيانا من كافة الرياضيين والجماهير بكافة ميولهم شفيعة لك في مثواك الأخير.