|


د. حافظ المدلج
حسم اللقب
2020-12-12
أستغرب حد الذهول الأحاديث المتداولة عن حسم البطولة التي لم ينقضِ منها سوى بضع جولات، وبقي أكثر من ثلاثة أضعافها، وقد علمتنا كرة القدم أنها مليئة بالمفاجآت والتقلبات التي تجعل من المستحيل الجزم بمستقبل المنافسة التي لا تنتهي إلا بمقارنة الفارق النقطي مع ما تبقى من نقاط في أرض الملعب، حينها فقط نستطيع الحديث بكل ثقة عن “حسم اللقب”.
هذا الموسم لا يختلف عن غيره في معادلة الحسم، بل إنه يزيد بظروف “الجائحة” التي قد تعصف ببعض الفرق لصالح المنافسين، وكأن عاملاً إضافياً زاد من غموض المنافسة في كل المسابقات بمختلف دول العالم، فكيف يطلق بعضهم أحكامهم بأن ذلك الفريق قد حسم الدوري بوقت مبكر جداً، والشواهد كثيرة على تلاشي الفارق النقطي مع تبدل ظروف المنافسين، ففي الذاكرة الحزينة موسم 2012 حين كان “مانشستر يونايتد” متقدماً على جاره “مانشستر سيتي” بفارق 8 نقاط مع بقاء 5 جولات فقط، وتمّ قلب الطاولة بعد أن تسرع من قرر “حسم اللقب”.
مصطلح “بطل الشتاء” يطلق على المتصدر بعد نهاية الدور الأول، وفي كثير من المنافسات ينتهي الموسم ببطل آخر، فما بالكم بالمتصدر بعد انقضاء الربع الأول من الدوري؟ بالسعودية لم تلعب سوى 7 جولات من أصل 30 جولة، بمعنى بقاء 69 نقطة في الملعب كفيلة بقلب جدول الترتيب رأساً على عقب، ففي عالم المجنونة كل السيناريوهات واردة مع إضافة جائحة “كورونا” وما تخبئه من تقلبات عجيبة، ومع ذلك يصر بعضهم بالتأكيد على “حسم اللقب”.

تغريدة tweet:
الحديث عن عدم منطقية حسم اللقب مبكراً ينطبق على حديث الابتعاد المبكر عن المنافسة، حيث يستحيل الجزم بعدم قدرة أي فريق عن المنافسة لأنه بدأ الموسم بشكل سيئ، فطالما النقاط المتبقية في الملعب كفيلة بعودته للمنافسة فلا شيء يمنع حدوث ذلك في أي مسابقة، ففي “برشلونة” على سبيل المثال خلل غامض جعل الفريق يخسر الكثير من النقاط ليقبع بالمركز 9 بعد 10 جولات من أصل 38 جولة، بمعنى بقاء 84 نقطة بالملعب كافية لقلب موازين اللقب متى صحح الفريق مساره، لذلك فالفريق المتأخر عن الركب قادر على اللحاق بالمتصدرين إذا اكتشف الخلل وعالجه دون استسلام، وعلى منصات التنافس نلتقي..