|


د.تركي العواد
آسيا في السعودية
2020-12-13
لا يمكن ان أنسي كاس اسيا 84 عندما حقق منتخبنا بطولته الأولى. أتذكر تفاصيل التفاصيل الصغيرة في المباراة النهائية وكأنها تحدث امامي. هدف شايع النفيسة اعطانا الامل والثقة باننا قادرون على تحقيق الكاس. هدف ماجد حسم الأمور وأرسل الكاس للرياض. اعتقد انه أجمل هدف سُجل في نهائي بطولة قارية على الاطلاق، ولا اتخيل ان تكرراه سيكون ممكننا. اما اللحظة التاريخية فكانت رفع كابتن الفريق صالح النعيمة للكاس. لم تكن سعادة فقط بل فخر واعتزاز بالتربع على عرش القارة الصفراء.
عم الفرح كل بيت في السعودية .. لا اظن معظمكم يذكر .. يجب ان يكون عمرك قد تجاوز الأربعين على الأقل لتذكر. انطلقنا للشوارع وكأننا من سجل الأهداف ورفع الكاس. وبقينا ننتظر وصول المنتخب إلى ارض الوطن. خرجت الرياض كلها لاستقبال الابطال .. لم اشاهد زحمة تشبهها في طريق المطار، ولكنها زحمة لذيذة وممتعة. كل شخص عبر عن فرحه بطريقته.. فالشباب استغلوا توقف السير ونزلوا للرقص. لا تفارق ذاكرتي صورة صاحب صالون وضع عسيب اخضر على سيارته وكان ممسكا به طول الطريق.
اسيا غيرت طموحنا واعطتنا المكانة التي نستحق بعد سنوات طويلة من الإحباط والاعذار .. انطلقنا بعدها لإنجازات لا تتوقف كان اخرها التأهل لكاس العالم 2018. كل انجازاتنا التي تلت اتكأت على تلك البطولة إلى ان أصبحنا أعظم فريق انجبته القارة.
بالتاريخ لا يستحق أحد تنظيم كاس اسيا 2027 أكثر منا. كما اننا نملك البنية التحتية والملاعب المبهرة فمن حظر السوبر الاسباني او الإيطالي او كلاسيكيو البرازيل والأرجنتين يدرك قدرة المملكة على التنظيم الناجح. الميزة النوعية التي نتفوق بها على كل دول اسيا هي الحضور الجماهيري. فجمهورنا لا يحضر ليشجع بل يحضر ليكون الحدث. الجمهور السعودي متيم بكرة القدم ومستعد للحديث عن هدف واحد ساعات طويل. نحن لا نمل ولا نكل من الحديث عن كرة القدم .. نتنفس كرة قدم .. فلا أحد ينافسنا في عشق الكرة إلا البرازيل ربما.
انتهت مرحلة وبدأت مرحلة أصعب. سلمنا الملف وبدأ صراع الأصوات. اختيار الدولة المنظمة سُيتخذ العام المقبل وهنا يأتي دور وزارة الرياضة والاتحاد السعودي وكل مكونات الوسط الرياضي من لاعبين ومدربين واعلاميين ومهتمين من اجل دعم ملف المملكة والحشد من اجل مشاهدة اسيا في السعودية.