|


سعد المهدي
حالة الإنكار لا تغير الواقع
2020-12-14
فقد الهلال حتى الجولة الثامنة خمس نقاط، من تعادل وخسارة كانتا أمام أبها والوحدة، واستمر في صدارة سلم الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن الوصيف الأهلي، وأربع نقاط عن صاحب الترتيب الثالث الشباب، وست نقاط عمن يلونهم الاتحاد والفيصلي والقادسية، ولكن ما علاقة هذا بمسألة الإنكار ومنهج النقد والمفاجآت والكوارث؟
حالة الإنكار التي نعيشها في مجتمعنا الرياضي، تصنع ما نعتقد أنها مفاجآت أو ما نعتبرها كوارث دون أن تكون كذلك، نحن لا نعترف بأفضلية نادٍ عن آخر، أو شيء عن غيره، ولا نستخدم الاستشراف أو التحليل والاستنتاج، ولا نعتمد في مفاضلاتنا على منهج نقدي موضوعي، وبعضنا يبيع بضاعته النقدية، أو رؤيته الفنية بالقطعة.
مثلًا، هناك من يعتقد أن الإقرار بأفضلية الهلال لعوامل كثيرة، إما أنه ثناء يدخل في إطار التشجيع أو التطبيل، أو يعد إساءة لغيره من الأندية، وآخر يتلفظ بهذه الأفضلية من واقع حالة ضيق وإحباط وأسى، فما أن يفقد الهلال مباراة أو يفوز بأداء ضعيف، حتى ينقلب على نفسه ويتحول حسنه إلى سوء، وجميله قبيح. الهلال كحالة يمكن ضرب المثل به، هو حامل لقب الدوري وكأس الملك ودوري أبطال آسيا، وإذا ما عد الأفضل هذا يفترض أن يكون أمرًا طبيعيًا، وأن رشح للمنافسة على ألقاب هذا الموسم، فلأنه لا زال يتمتع بنفس المزيات، التي مكنته من حمل الألقاب الثلاثة، لكن الموضوعية تفسح له أن يخسر ويتعادل ويتعرض لمطبات فنية دون أن يجرده ذلك من حقوق الأفضلية المكتسبة، ولا أن يجعل الاعتراف بأفضليته مطلقة، لكنه لا يبرر تجاهله خشية من أن يقال أنك تنحاز إليه وتجامله، إذ بذلك أنت تنحاز ضده وتجامل غيره بلا مبرر، في حين كنت تقر له بأفضلية مشروعة ومتحققة. الناقد الموضوعي فعلًا ليس بحاجة إلى أن يقول ويذكر بأنه كذلك، فقط يحتاج أن تلتزم رؤيته النقدية بشروط الموضوعية، لكن لأن المتلقي مشحون بفكرة أن لا أفضلية إلا ما ترتضيه العاطفة، فإن الناقد يتأرجح في طرحه بين الموضوعية والحفاظ على الصورة الذهنية التي رسمت عنه، أو يسعى لرسمها، ومن ذلك تستمر حالة الإنكار وإن كانت لا تغير الواقع، حيث يظل الأفضل يحقق نسبة الفوز والبطولات الأكثر، ويبقى الناقد أسير التجاذبات، أما أشباه النقاد فهم أكثر الرابحين في مهرجان الرياضة والإعلام.