|


محمد الغامدي
خسرنا حدثا ولم نخسر المستقبل
2020-12-17
لماذا أصبحنا نخالف المعايير الإعلامية ونقدم للمتلقي بعض الحقائق ونغمض عن البقية، رغم وضوحها كالشمس في رابعة النهار حتى صياغة بعض الأخبار نسطح عقلية المتابع، وكأنه بعيد عن الأحداث ولا يعلم عن الأجواء المحيطة بالشأن الرياضي، ولنكن صرحاء مع أنفسنا أننا قادرون على النجاح ولن نفقد الأمل.
بالأمس خسرنا تنظيم أسياد آسيا 2030 لعدة اعتبارات، وخرج وزير الرياضة بعد إعلان نتائج التصويت بشجاعة، معترفًا أن استعدادنا كان متأخرًا، وأن القطريين لديهم منشآت جاهزة بحكم خبرتهم في احتضان الأسياد، مؤكدًا أن المملكة شرعت في إعداد الكثير من المنشآت ومنها مدينة القدية، لتكون وجهة لاستضافة أسياد 2034.
وما قاله الوزير يؤكد أن مثل تلك الأحداث والفعاليات الكبرى لا يمكن الإعداد لها في ظرف أشهر، فالملف الآسيوي يعني استضافة نحو خمسة عشر ألف رياضي مشارك في أكثر من سبع وثلاثين لعبة أولمبية وغير أولمبية، إضافة إلى توافر عشرات الملاعب المختلفة والصالات وغيرها من التجهيزات اللوجستية.
نعم هناك دعم واهتمام وعمل قادم للرياضة، بدليل اتساع رقعة الأحداث والمناسبات التي احتضنتها المدن، واستمرار التوسع في بناء المنشآت والملاعب، وهناك كوادر بإمكانها العمل بكل جهد، لنصل إلى المكانة الدولية في وجود كافة الألعاب الأولمبية خلال السنوات القادمة، لكن ما ينقصنا كان هو الوقت ولا غير.
أثق تمامًا أن المؤسسة الرياضية استفادت من الملف الآسيوي فيما يجب أن يكون، بعيدًا عن حشد الأصوات الذي بالتأكيد عاملاً مؤثرًا في الترشيح، خاصة إذا كانت الأصوات متقاربة، لكننا أمام أحداث ومناسبات بالإمكان الظفر بها، ولعل أقربها كأس آسيا 2027، الذي بالإمكان أن نحشد قوانا لأن تكون نسخة استثنائية، خاصة أن المشاركين في البطولة سيرتفع عددهم ولأول مرة إلى 24 منتخبًا.
ثمة أمر لا بد من الإشارة له أن القيادة السياسية عاقدة العزم على وضع القطاع الرياضي بشتى مجالاته جزء فاعل وحيوي، لأن يحظى بالاهتمام ويصبح إحدى الركائز الأساسية في منظومة التنمية، وهو ما يتضح جليًا من حزمة القرارات الصادرة بهذا الشأن أو المناسبات التي استضافتها المملكة، وما دام أن هذه القناعة والرؤية تنطلق من رأس الهرم فهذا يكفي، لنكون موعودين بإذن الله باستضافة تفوق أسياد آسيا وبمنشآت تضاهي التوقعات، وليكن احتضان أسياد 2034 ضمن سلسلة من التنظيمات والأحداث المتتالية، وبالإمكان تعويضها بل والتفوق عليها ما دام أن هناك إصرارًا وثقة وعملاً.