|


تركي السهلي
التذبذب الأصفر
2020-12-19
كُلّ ما اتجه النصر إلى حالة الاكتمال أتى أحد من داخله ليُعيده إلى النقصان. وهذه مسألة مُزعجة جدًّا لمحبي الأصفر ودائرة متاهة كبيرة لا تنتهي وتذبذب مُمِل يجعل الجميع في حال سأمٍ دائم.
ومشكلة النادي العاصمي الكبير تكون ـ على الأغلب ـ منه وفيه، وأن لا مؤثر خارجي يأخذه من وضع التوهّج إلى الخفوت الشديد. والخلل يكمن في أن من يكون فيه أقلّ من حجمه الهائل ولا يعرف قيمته الحقيقية ويرتكب بناءً على هذا الفهم القاصر الخطأ تلو الآخر في حق المنشأة والجماهير والتاريخ العريض.
اليوم، يقبع الفريق الشاسع الاتساع في مكانٍ لا يليق به في ترتيب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين في انعكاس للتراجع المخيف في الجوانب الفنيّة والإدارية والماليّة، ولا حلول تلوح في الأفق للخروج من ذلك والانطلاق نحو مكانته الواجبة. والأمر يبدو شديد الصعوبة على مجلس الإدارة لتخليص كامل المجموعة الصفراء، ما طالها من وهن وضياع بسبب العجز الواضح أساسًا في مقدرة المجلس وفهمه لتوابع الأمور وعدم مقدرته على تحويل المسألة من مسار غامض مظلم إلى طريق واضح ظاهر مُنير.
ولم يعد أمام أحد من كامل المسيّرين لأمور النصر سوى الاعتراف بالذنب والشعور بالخجل وتقديم الاستقالة والرحيل عن مكان عظيم لم يستطيعوا تقديره حق قدره، وإن لم يفعلوا ذلك فعلى وزارة الرياضة أن تفرضه احترامًا والتزامًا بالمنهج القوي. إن المُناداة بذلك ووجوب فعله على نحو عاجل يصبّ في اتجاه التقييم الصحيح والفعل الرامي إلى التقويم وانتظام إيقاع العمل كون النصر جزءًا من كُل وحالة خلل ماثلة تركها سُيصيب البقية بالاختلال.
لقد تغيّر الأداء الحكومي بأكمله وأصبح أكثر تقدّمًا وإنتاجًا، ووزارة الرياضة واحدة من الجسم الحكومي الرشيق الآن، وأي بطء في مجال من مجالات إشرافها لن يؤدي إلا إلى بطء المنظومة بكامل قطاعاتها، فالعقل اليقظ لا يغفل عن مصدر إزعاج صغير، لأن ذلك مدعاة للتكاثر المؤدي إلى غياب التركيز.
والحق أن الوزارة وعبر “لجنة الكفاءة الماليّة” خطت خطوات جادة جدًّا نحو التصحيح وضبط الأمور، وهي تعمل على نحو متسارع لإغلاق كل ملفات التراجع في الأندية، لأنها تعلم أن ما يُهمل علاجه اليوم سيصعب حلّه غدًّا، لذا اتخذت من المركزيّة طريقًا للأداء والمعالجة. إن الوضع لم يعد يسمح بالفصل بين مجالس إدارات الأندية والجهاز الحكومي والوقت حان للتوقف عن الدفع بقصّة الاستقلالية فيها.