|


منصور ناصر الصويان
أكاديمية النادي
2020-12-20
أن يصبح اللاعب لاعبًا ناجحًا في كرة القدم فإن ذلك يمثل تحديًا حتى لأكثر اللاعبين موهبة، لذلك يحتاج اللاعب إلى أكثر من مجرد مهارات لتحقيق ذلك.
إذًا كيف يمكن أن يصبح اللاعب لاعبًا محترفًا؟ إن أفضل طريقة على الإطلاق ليصبح لاعب كرة قدم لاعبًا محترفًا ويحقق مبتغاه في كرة القدم هي الانخراط في أكاديمية كرة قدم عالية الأداء للمرحلة العمرية 12ـ16 سنة. وعادةً ما يكون أحد أفضل الأعمار للانضمام إلى الأكاديمية هو 13 عامًا تقريبًا “أكاديمية النادي”، حيث يمكن في القريب منح عقود احتراف من سن 16 و18 عامًا، ومن ناحية تدريبية من الأفضل الانضمام قبل هذا العمر.
وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يكون مفتاح نجاح النادي على المدى الطويل هو وجود نظام أكاديمية مثمر يوفر الاستقرار لاختيار المواهب وتطويرها. في الدول المتقدمة كرويًّا هناك أندية لديها القليل من التاريخ في إنتاج لاعبي كرة قدم على المستوى العالي، ولديهم تقليد طويل في جلب لاعبيهم من الفرق الأقل أو من الفرق الأخرى. في حين أن هناك أندية أخرى تمتلك أكاديميات عالية المستوى لإنتاج وتطوير اللاعبين الشباب، ومن ثم للاستفادة منهم أو بيعهم للأندية صاحبة الملاءة المالية الأعلى. إن أكاديميات كرة القدم في الأندية الأوروبية لا يقتصر دورها فقط على تطوير اللاعبين بل أصبحت مصدرًا هامًا لزيادة دخل النادي، وباتت تمثل مصدرًا لإيرادات النادي في الكثير من هذه الأندية.
في دراسة أجراها مرصد CIES لكرة القدم حول استفادة الأندية الأوروبية من لاعبي أكاديمياتها في الفريق الأول بين عامي 2009ـ2017، وأظهرت الدراسة أن فريق برشلونة الفائز بالدوري 2012 ضم في صفوفه 57.7 % من خريجي أكاديميته، والذي يعتبر الأكثر بين الفرق الأوروبية الفائزة ببطولة الدوري المحلي في تلك الفترة، في حين فاز نادي أياكس أمستردام بالدوري الهولندي 2010 بتشكيلة مكونة من 55.2 % من لاعبي النادي المدربين في أكاديميته.
محليًّا لا تتمتع الأندية السعودية بوجود هذه النوعية من الأكاديميات، ولم يعلن حتى الآن أي نادٍ سعودي عن وجود أكاديمية محترفة تمثل نظامًا متكاملاً للكشف عن المواهب وتطويرها وغرس قيم الرياضة والانضباط في سن مبكرة، ومن ثم منحها العقود الاحترافية مستقبلاً.
وحتى الآن ليس هناك طريق واضح للأندية بالنسبة للأكاديميات، حيث يعد امتلاك أكاديمية داخلية أمرًا مكلفًا، نظرًا لمقدار الاستثمار والصبر اللازمين للحصول على النتائج، بالإضافة إلى الحاجة إلى تعيين مجموعة من مسؤولي التدريب والدعم لإدارة المنظومة باحترافية.