|


تركي السهلي
محمد الخريجي
2020-12-21
على الصعيد الشخصي لا أعرف محمد الخريجي ولم يسبق لي الالتقاء به ولا يجمعني به أي أمر سوى أننا نتابع بعضنا بعضًا في “تويتر”، لكنني من خلال لقائه بالزميل بتال القوس في البرنامج الشهير “في المرمى” على قناة العربية الفضائية لمست من عقل الرجل ما يستحق أن أرى أنه سيكون الشخص المناسب لرئاسة مجلس إدارة نادي النصر.
خاض الشاب المتخصص في الماليّة والحائز على شهادتها من جامعة الأمير سلطان في الرياض تجربة محترمة عبر العمل في “دويتشه بنك” في دبي ولندن لنحو ثلاث سنوات وهو ما يشير إلى الثراء والتنوّع واكتساب مهارة التعامل مع جنسيات متعدّدة، فالبنك الألماني الذي مقرّه مدينة فرانكفورت يوظّف نحو 67 ألف شخص حول العالم.
والخريجي المتولّي الآن رئاسة مجلس إدارة شركة الوسائل المُستثمرة لملعب جامعة الملك سعود “مرسول بارك” خبر جيدًا قطاع الإعلانات عبر شركة “العربية” الرائدة في مجالها وخصوصًا الإعلانات الخارجية الموجودة في الشوارع والميادين وهو في هذه الأيّام يقف على مشروع كبير مع تلفزيون الشرق الأوسط “mbc” وتحت إدارته وإشرافه مجموعة من الشركات الناجحة.
والمُطالبة بمحمد الخريجي رئيسًا للعاصميّ الأصفر العريق لها ما يدعمها من حيث سيرته الذاتية وتكوينه الشخصي فهو يمتلك باعًا طويلًا في الأعمال التنفيذية ورجل أعمال ناجح و”نصراوي” الهوى والهويّة، وهو بكل ما يمتلك من إرث تخصصي وغنى فردي معرفي إداري، سيقضي تمامًا على الفردانية في أصفر الرياض، وسُيحيل العمل إلى دورة طبيعية ذات إيقاع إنتاجي بعيد عن تسويق ذاته وشخصه وصورته النهائية.
لقد عانى العالمي سنوات طوال من تقديم الفرد على المنشأة وتحويل الرئيس فيه من خانة المُنتج المُحقق للآمال العامّة والمخطط القائد إلى خانة الواهب الساذج لفئة مُعيّنة ممن يتحلّقون حوله كما أن كرسي الرئيس في النصر يتعاظم في البداية إلى أن يُصبح مجرّد مقعد لا يحمل صاحبه سوى رغبة البقاء فيه أكثر مُدّة ممكنة من الزمن وذلك بسبب الوهج الكبير الذي يمنحه أو لأسباب أخرى تتعلّق بمنافع خاصة عائدة من المنصب. وهذا الأمر ألحق ضررًا هائلًا بالنادي العملاق. إن مرحلة تشريعات وزارة الرياضة و”لجنة الكفاءة المالية” تتطلّب نموذج الخريجي في نادٍ مثل النصر لا من حيث الشكل ولا المضمون، وأرى أن تقديم مواصفات غير ما لدى الشاب المتوهّج ستقود إلى الثبات على حدود مربعات تؤطر الفشل.