|


محمد الغامدي
2034.. ومن يعيش
2020-12-23
قبل عقدين أو أكثر كان المنتخب الياباني يتلقى الخسائر بالثلاثة والأربعة والخمسة من الفرق الآسيوية وخلال الألفية انقلب أداء وترتيب منتخبها رأسًا على عقب وأصبح في صدارة الترتيب ومن ضمن المنتخبات المتقدمة في التصنيف الدولي ولم يأت ذلك عبثًا بقدر تخطيط وجهد حتى وصلوا لهذه المرتبة وأصبحوا أسياد اللعبة، وزد على ذلك أن مسيريه يخططون لإحراز كأس العالم 2050.
تخيلوا يعدون العدة لمنتخب يحرز كأس العالم للاعبين لم يلدوا بعد أو أنهم في سنواتهم الأولى من العمر وقس على ذلك العديد من الاتحادات الرياضية في الصين وكوريا وغيرهما التي تبدأ من سن الثامنة والعاشرة لإعداد وتأهيل لاعبين أولمبيين لمختلف اللعبات هدفهم إحراز ميداليات على الصعيد الدولي، هؤلاء لم يتأففوا من المدة الزمنية الطويلة التي تصل لعقود واستعدوا لعمل تراكمي ويأتي اتحاد لعبة ورئيس جديد ليخلف من سبقه ويستلم الراية ويسير على نفس النهج والتخطيط ويستمر العمل دون إبطاء أو تهاون لهدف ينشدون تحقيقه بغض النظر من المسؤول ومن سيتولى المهمة ومن سيقود السفينة فالأشخاص زائلون والعمل على قدم وساق.
المشاركة السعودية في الأولمبياد كانت وما زالت خجولة والميداليات التي حصدها اللاعبون لا تواكب إطلاقًا الطموحات لكنها بالتأكيد تتماشى مع الاستعداد الضعيف الذي يبدأ قبل المشاركة بأشهر قليلة وينتهي مع ختام المشاركة وفي النهاية أرقام وميداليات قليلة طوال أربعين أو خمسين عامًا!
الفرصة جاءت مواتية لنصنع أبطالًا حقيقيين في العديد من اللعبات بعد أن أصبحت أولمبياد آسيا 2034 موعدًا سعوديًا لاحتضان عشرات اللعاب وآلاف المشاركين من أكثر من أربعين دولة، والعمل من اليوم للتخطيط وإعداد وصناعة لاعبين أبطال هي الخطوه الأولى للاستعانة بخبرات تستطيع رسم خارطة طريقه لنواكب البقية الذين سبقونا بسنوات وهو أمر لن يتأتى ما لم تكن هناك عزيمة وإصرار لذلك أما إذا وضعنا بين أذهاننا العبارة التي أصبح البعض يتناقلها “ومن يعيش لذلك الموعد” فهي وسيلة المحبطين والفاشلين وتأكيد أننا لن تقوم لنا قائمة في الارتقاء بالاتحادات والألعاب المختلفة وسنضع أمام أنفسنا العقبات والعراقيل عامًا بعد الآخر حتى نصل لذلك العام ونسعد فقط باستضافة أولمبياد آسيا 2034 وإذا كان نهدف إلى ذلك لا غير فاعذروني والسلام عليكم.