آثرتُ الصمت على ما سمعته وما زلت أسمعه من أن “أخينا كورونا” قد تحوَّر إلى صنف آخر أسرع انتشارًا! ولم أحلِّل لأصدقائي، كما اعتدت، حال جبهة القتال بين البشر وبين كورونا.
إن شاهدت رئيس الوزراء البريطاني يعلن تطور الفيروس قبل أيام حتى أدركت حجم “الورطة” الجديدة التي قد يدخل فيها العالم مع فيروس، قيل إنه بدأ من الصين.
بوريس جونسون رجلٌ صريح، ويمثِّل الإنجليز خير تمثيل في صراحتهم المعروفة، وأطباؤهم مثلًا لا يخفون على المريض طبيعة مرضه مهما كانت. هكذا فعل جونسون، لكنَّ المريض هذه المرة لم يكن فردًا، بل العالم كله. كلَّفته صراحته المحترمة الكثير، ففرنسا الجارة أغلقت حدودها بعد ساعات من إعلان جونسون الخبر، وتوقفت الشاحنات القادمة من بريطانيا على الحدود أيامًا عدة، وشكَّلت طابورًا، قيل إنه من أكبر تجمعات الشاحنات في مكان واحد في العالم، وقد تسجله موسوعة جينيس في إصدارها المقبل. أظن أن موسوعة جينيس تعيش أفضل أيامها على الرغم من تفشي الجائحة، حتى وإن كانت الأرقام الجديدة المسجَّلة من نوع: أطول وقوف على قدم واحدة! هذا ما يفعله البقاء في المنزل مدةً طويلة! أول ما فعلته بعد سماعي تلك الليلة عن تطوُّر الفيروس أنني نمت بعمق قدر استطاعتي، هذا كل ما أستطيع فعله أمام فيروس أجلس سكان العالم مدةً من الزمن في منازلهم، وهو ما كانت تتمناه معظم النساء، فالمرأة بطبيعتها تحب بقاء زوجها في المنزل، لكنها بعد هذه التجربة، اكتشفت أنها ليست فكرة جيدة دائمًا. ليس الرجال فقط مَن بقوا أسابيع في منازلهم، فالفيروس أبقى الطائرات على مدارجها، وحوَّل سعر الطائرة التي تبلغ مئات الملايين إلى سعر أطنان من الحديد، وأفرغ الملاعب التي كان يلعب فيها مَن تبلغ صفقة انتقاله ميزانية مدينة، وصارت مشاويرنا المعتادة أمنية. لست متخوفًا مع وجود اللقاح، الذي بيَّن وجوده قوة التطور الصحي الذي نعيشه، لكنني قلق من تأخر عودة الحياة إلى طبيعتها، ومع أن عالمنا الذي يواجه هذه الجائحة في حالة أفضل بكثير من العالم الذي واجه جائحة الإنفلونزا الإسبانية قبل 100 عام، لكن هناك جوانب كثيرة الآن قد لا تبدو آثارها واضحة للجميع، خاصةً ما يعانيه الذين يكسبون رزقهم من خلال العمل اليومي، أو الموظفون الذين فقدوا أعمالهم بسبب توقف أعمال شركاتهم. الله كريم.
إن شاهدت رئيس الوزراء البريطاني يعلن تطور الفيروس قبل أيام حتى أدركت حجم “الورطة” الجديدة التي قد يدخل فيها العالم مع فيروس، قيل إنه بدأ من الصين.
بوريس جونسون رجلٌ صريح، ويمثِّل الإنجليز خير تمثيل في صراحتهم المعروفة، وأطباؤهم مثلًا لا يخفون على المريض طبيعة مرضه مهما كانت. هكذا فعل جونسون، لكنَّ المريض هذه المرة لم يكن فردًا، بل العالم كله. كلَّفته صراحته المحترمة الكثير، ففرنسا الجارة أغلقت حدودها بعد ساعات من إعلان جونسون الخبر، وتوقفت الشاحنات القادمة من بريطانيا على الحدود أيامًا عدة، وشكَّلت طابورًا، قيل إنه من أكبر تجمعات الشاحنات في مكان واحد في العالم، وقد تسجله موسوعة جينيس في إصدارها المقبل. أظن أن موسوعة جينيس تعيش أفضل أيامها على الرغم من تفشي الجائحة، حتى وإن كانت الأرقام الجديدة المسجَّلة من نوع: أطول وقوف على قدم واحدة! هذا ما يفعله البقاء في المنزل مدةً طويلة! أول ما فعلته بعد سماعي تلك الليلة عن تطوُّر الفيروس أنني نمت بعمق قدر استطاعتي، هذا كل ما أستطيع فعله أمام فيروس أجلس سكان العالم مدةً من الزمن في منازلهم، وهو ما كانت تتمناه معظم النساء، فالمرأة بطبيعتها تحب بقاء زوجها في المنزل، لكنها بعد هذه التجربة، اكتشفت أنها ليست فكرة جيدة دائمًا. ليس الرجال فقط مَن بقوا أسابيع في منازلهم، فالفيروس أبقى الطائرات على مدارجها، وحوَّل سعر الطائرة التي تبلغ مئات الملايين إلى سعر أطنان من الحديد، وأفرغ الملاعب التي كان يلعب فيها مَن تبلغ صفقة انتقاله ميزانية مدينة، وصارت مشاويرنا المعتادة أمنية. لست متخوفًا مع وجود اللقاح، الذي بيَّن وجوده قوة التطور الصحي الذي نعيشه، لكنني قلق من تأخر عودة الحياة إلى طبيعتها، ومع أن عالمنا الذي يواجه هذه الجائحة في حالة أفضل بكثير من العالم الذي واجه جائحة الإنفلونزا الإسبانية قبل 100 عام، لكن هناك جوانب كثيرة الآن قد لا تبدو آثارها واضحة للجميع، خاصةً ما يعانيه الذين يكسبون رزقهم من خلال العمل اليومي، أو الموظفون الذين فقدوا أعمالهم بسبب توقف أعمال شركاتهم. الله كريم.