|


رياض المسلم
إعلان أعلاف في قناة طرب
2020-12-29
لا ننكر بأننا كسعوديين أهملنا الدخول في قطاع التسويق أعوامًا طويلة، فتولته جنسيات أخرى تروج لمنتجاتنا وأعمالنا وأفعالنا من داخل بلادنا، حتى بلغت الجرأة في بعضهم عدم الالتفات إلى أي رأي يطرحه أبناء هذا الوطن، ظنًا منهم بأنهم العباقرة في عالم التسويق، وأنهم وحدهم من يفهم هذه المهنة فتركها الجيل السابق لهم كوّنوا ثروات طائلة وأخطاء أكبر.
في الجيل الحالي تبدل الحال، ودخل الكثير من السعوديين في التسويق وطوروا عشقهم إلى هذه المهنة بالدراسة والعلم، ونجحوا في ذلك، فتخلوا عن الحرج الذي كان يملأ سابقيّهم في الحديث عن سلعة أو طرح فكرة أمام مسؤول أو صاحب منتج، ولكن رغم ذلك إلا أنه لا يزال هناك بقية من هؤلاء المسوقيّن “الأجانب” ممن لا يزال يعمل في سوقنا الإعلامي والاعلاني.. ولا نحسدهم بالطبع.
في متابعتي لبرنامج مجلس الصياهد الذي تبثه القناة الرياضية السعودية، استوقفتني مداخلة فهد بن حثلين رئيس مجلس إدارة نادي الإبل المشرف على مهرجان الملك عبدالعزيز، عندما استغرب ابتعاد شركات عدة عن الإعلان ورعاية المهرجان، واتجاههم إلى قنوات بعيدة عن عالم الإبل رغم أن المستهدفين هم من الإعلان هم من ملاك الإبل وكذلك عشاق هذا الموروث الشعبي.
يشير ابن حثلين في مداخلته إلى أن هناك بعضًا من شركات الأعلاف والسيارات ذات الدفع الرباعي والشماغ تعلن في قنوات متابعوها ليس لهم أي اهتمام بما يرون، فمن الطبيعي أن يستغل المتابعون وقت عرض الإعلان بالنظر في هواتفهم النقالة أو تغيير المحطة.
هذا الخطأ التسويقيّ الكبير لو كان بيد أبناء هذا الوطن، لغيّروا وجهة الإعلان فليس من المنطق أن يعرض إعلان شماغ في قناة طربية أو درامية متابعوها ممن لا يلبسون الزي الرسمي ولا يفرقون بين أنواع المواشي لتقدم لهم القناة إعلان أعلاف، ففي نهاية المطاف المسوّق الأجنبي استفاد بملء جيبه من العمولة وكذلك القناة أو الفعالية أو المهرجان، وخسر المتابعون وصاحب المنتج.
التسويّق ليس بالكلمات المصفوفة أو “الكارفتة” الجاذبة أو بنسف الشعر يمنة أو يسرة لكنه فكرة وخبرة وقبل ذلك فراسة، فلو ذهبت مثل تلك الإعلانات إلى مهرجان المؤسس للإبل والقنوات الناقلة له كم ستكون الفائدة علمًا أنه متابع من قبل الملايين ليس في السعودية فحسب بل في دول الخليج والوطن العربي ووصل إلى العالمية.
في اعتقادي أن بوصلة الإعلانات ستتغير مستقبلًا ويكون المستهدف هو الجمهور ومتابعته وليس تغني المحطات الفضائية أو الجهات الأخرى بعدد المتابعين.