|


صالح السعيد
المشاركة فقط لا تواكب عملنا الرياضي!
2020-12-29
لكل قرار إيجابياته، وأيضًا سلبياته، ولعل بعضها لا يظهر الجانب السلبي منه إلا بعد تجربته، منها القرار الذي أعمتنا إيجابياته عن سيئاته بالسماح بسبعة محترفين أجانب لأندية الدوري الممتاز.
السماح بعدد أكبر من الأجانب على الرغم من أنه أسهم وبشكل لافت في رفع قيمة دورينا المحلي، فنيًّا وجماهيريًّا، وكان ذا تأثير واضح جدًّا على قيمة لاعبينا المحليين من ناحية إيجابية بالتنافس مع المحترفين الأجانب في اللقاءات، والاستفادة منهم في جوانب فنية وانضباطية واحترافية وسوى ذلك، إلا أننا لا نستطيع أن نغفل أنه سبَّب أيضًا حالة احتضار في وجود المواهب الوطنية، خاصة في مراكز معينة.
تستغرب من خلو فرق مقدمة الترتيب من لاعبين محليين متميزين في مراكز معينة، فأغلب النجوم المحليين فيها أظهرة، أو صانعو لعب، بينما صار من الصعب منذ تنفيذ القرار أن نرى لاعبًا محليًّا، يبرز في قلب الدفاع، أو رأس الحربة، فهي مراكز محجوزة في فرق المقدمة للاعبين الأجانب.
الأغرب أن ترى أنديةً اكتسبت “صبر أيوب” على رأس حربة أجنبي، وتحاول رفع روحه المعنوية حتى وإن تسبَّب في فقدان الفريق نقاطًا عدة، لكنها ليست مستعدة للصبر ولو قليلًا على موهبة وطنية، أو حتى تأهيله، على الرغم من أن الاستثمار في الموهبة الوطنية أكثر جدوى بمراحل من محاولات تأهيل المحترف الأجنبي، الذي ترتبط روحه بحسابه البنكي، ولنا بخلافات الأندية الأخيرة مع محترفيها خير مثال.
الذنب هنا ليس فقط على إدارات الأندية، بل وعلى اتحاد كرة القدم أيضًا، فهو ليس بريئًا، وإن كان الأخير يتحمَّل مسؤوليةً تبدو أكبر، فغياب تحفيز الأندية على المراهنة على المواهب الوطنية، يجعلها لا تأبه حتى بحال المنتخبات الوطنية بعد سنوات، فالأهم لديها نقاط لقاءاتها وترتيبها في الدوري فقط!
الجماهير كذلك ليست بريئة، وليس فينا بريء من غياب المواهب الوطنية. اعذروني إن كنت قاسيًا، لكن ليس الحل بتجاهلها، أو محاولة التستر عليها.
أول الحلول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه يكون عبر تشكيل لجنة مستعجلة للرفع بحلول سريعة، مع الاستمرار بالعمل لعدم السماح بوجود فجوة مثل هذه، فالمملكة وفي كافة المجالات، ومنها المجال الرياضي، لا يليق بها إلا القمة، ولم تعد مجرد المشاركة في البطولات الدولية يتناسب أو يتواكب مع العمل والمجهودات الكبيرة المبذولة.

تقفيلة:
‏فكلُّ بلاد قرَّبتْ منك منزلي
وكلُّ مكانٍ أنت فيه مكاني.