|


سعد المهدي
إقالة المدربين لا تصلح كل الأخطاء
2021-01-07
إذا انخفض مستوى اللاعب مباراة أو أكثر يمكن إراحته ليعود إلى سابق عهده، كذلك يحدث حين يرتكب الحكم والإداري أخطاء في إدارة أعمالهم على الوجه الأكمل، لكن يُمنحون الفرصة ويعودون إلى الطريق الصحيحة، بينما إذا أخفق المدرب في مباراة أو أكثر أو فقد بطولة فمصيره الإقالة!
هذه طبيعة مهنة كل منهم، إلا أنها يجب أن تأخذ الاهتمام الكافي من صاحب القرار، كي يتعامل مع تلك الحالات المتشابهة في الفعل المختلفة في النوع حتى لا يقع في الخطأ الأكبر، إذ إنه قد يكون إبعاد لاعب أو حكم أو إداري بشكل نهائي كما هو الحال مع المدرب الحل الأمثل، بدلًا من الاعتقاد السائد أن إقصاء المدرب أسهل الحلول لإصلاح كل الأخطاء.
رئيس النادي الذي يقرر إقالة المدرب عادةً هو من قرر التعاقد معه، وبما أن قرار اختياره مبني على مجموعة عوامل، من بينها سيرة المدرب ونهجه ومدى توافقهما مع حاجة الفريق وأهدافه، فإننا أيضًا سنفترض أن إقالته تم اتخاذها على أن أحد أو بعض أو كل ما بني عليه قرار الاختيار، إما سقط أو كان على غير قدر المأمول.
فشل المدرب في قيادة الفريق أحيانًا لا علاقة له بقيمة المدرب الفنية وتاريخه، ومتى تم التأكد بأن تجربته فشلت لا يمنع ذلك من الاتفاق على الانفصال، ولا يمكن إغفال أن بنود العقد قد تعرقل أو تمنع أحد الطرفين من أن يكون بالمرونة المطلوبة، كذلك طبيعة العلاقة بينهما والتوقيت.
المدرب المحترف الذي يملك مسيرة ناجحة وشهرة ووكيل أعمال جيدًا، سيكون تضرره من الإقالة أقل من ضرر النادي، المدرب سينتقل في أقرب فرصة لمشوار تدريب جديد وهكذا، بينما سيتكبد النادي خسائر مضاعفة قد تكون ماليًا الأقل تأثيرًا، حيث سيدخل في مغامرة جديدة مجهولة النتائج، وأكثر مخاطرة من سابقتها.
قائمة طويلة من المدربين الناجحين عالميًا بالرغم من أنهم لم يحترفوا لعب كرة القدم، والأقل شهرة وقيمة فنية كلاعبين، حقق هؤلاء إنجازات وشهرة واسعة، بينما فشل معظم مهرة كرة القدم وسحرتهم، مارادونا كمثال، في أن يصبحوا مدربين، ولو بنصف موهبتهم وإبداعهم كرويًا.
ذلك ينطبق على من نختارهم لتقييم المدربين، إذ ليس بالضرورة هم من نجوم اللعبة، أو حتى من درسوا علم التدريب أو خاضوا فيه بعض التجارب، الأمر يتعلق بالقدرات والملكات الخاصة.