|


رياض المسلم
القناة السعودية.. الحكم بعد المشاهدة
2021-01-10
لدى بعضهم انطباعات وقناعات مسبقة لا تتغير مع مرور الأزمنة ولا يقدر على تبديلها حتى زمن كورونا، على الرغم من أن الأمور التي حكم عليها في تلك الحقبة اختلفت وتطورت لكن على عينة غشاوة “الانطباع الأوليّ”.
القناة السعودية وSBC تطلق أكثر من 30 برنامجًا جديدًا في 2021م، وتستقطب أسماء لامعة في الإعلام والسياسة والفن والاقتصاد والمجتمع، ورغم ذلك يخرج من ينتقد تلك البرامج قبل أن يقول المخرج كلمة “3 2 1 أكشن”.. تسأله السبب فيجيبك بأن لديه رصيدًا من الانطباع الأوليّ حفظه في بنك “الوهم” الذي يعيشه فيصرف منه متى ما احتاج إلى انتقاد أي جديد وهو لم يشاهده.
في حقبة السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات الميلادية، قدم التلفزيون السعودي برامج ومسلسلات خضع الحكم عليها لذائقة المشاهدين والمشاهدات، وكان يفترض أن ينتهي في حينها ولا يستمر النقد على القناة بكل برامجها ومسلسلاتها الأخرى فيما بعد، وقد يكون الانتقاد في عين بعضهم إشادة لدى الآخرين.
قبل أيام عدة أزاح محمد الحارثي الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون ونائبه خالد الغامدي في حفل الستار عن الدورة البرامجية الجديدة التي حملت شعار “تستاهل الحب.. قناة السعودية”، وبحسب تأكيدات القائمين عليها فإن الدورة الجديدة تواكب العديد من المتغيرات المحلية على الأصعدة كافة وتتناسب مع احتياجات الجماهير بمختلف فئاتها، وركزت على العديد من الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية والوثائقية والتاريخية والمسابقات.
بعض الأفكار في تلك البرامج تجعلك تترقبها بشغف منها: “رجال عبد العزيز” سلسلة وثائقية ترصد حكايات عميقة وتفاصيل دقيقة في شخصية الملك المؤسس، وبرنامج “المشروع” الذي يتحدث عن أهم المشروعات السعودية الضخمة في أثناء الإنشاء وما بعد الإنجاز ومدى الاستفادة منها، ويقدمه عبد الله الأسمري. وبرنامج “العبقري الصغير” للفنان يوسف الجراح، وبرنامج “اسأل السعودية” تصدى له الفنان عبد المجيد الرهيدي. وبرنامج “كشتة خالد” يرصد مغامرات الفنان خالد عبد الرحمن البريّة وبرنامج “على الوعد” تقدمه الفنانة وعد، وبرنامج “Drive thru” لداليا مبارك ـ فيصل الصالح وغيرها من البرامج.
علينا أن نترقب انطلاقة تلك البرامج غدًا الإثنين بعدها يحق لنا الحكم عليها، ولكن قبل ذلك الموعد علينا أن نلتزم الصمت ولا نستمع للناقمين.
من وجهة نظري بأن هناك جهودًا واسعة بذلت في قطاع التلفزيون، من أجل تقديم أكبر حقبة إنتاجية، فعلينا أن نكون منصفين أمامها ونشاهدها ولا نجعل أحكامنا مبنية على آراء الآخرين.