|


طلال الحمود
رصيف لندن
2021-01-10
تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر فرحة الشعب القطري بفتح الحدود وعودة الحياة إلى منافذ السفر بين الدوحة ومحيطها الخليجي، ما برهن الاحتفاء الشعبي بنتائج قمة القاعة الزجاجية في العلا وتحقيق الدول الست تقدمًا من شأنه أن يخفف التوتر والاحتقان على الأقل.
وعلى الرغم من أن هذا شأن خليجي بحت، إلا أن أخبار القمة تسببت في حال هلع لكثير من الإعلاميين الذين ما زالوا يقتاتون على الخلافات الخليجية ويراهنون على استمرارها، وبينما يتدفق آلاف القطريين نحو السعودية يواصل تجار الأزمات صراخهم بغية إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل نحو أسبوع، من خلال استمرارهم في الإساءة للسعودية ورموزها بطريقة تخلو من المسؤولية، خاصة مع تواتر الأنباء عن قرب إغلاق قناة الجزيرة بصفة نهائية.
دول الخليج ومعها مصر لا تريد أكثر من احترام سيادتها وعدم التدخل في شؤونها الخارجية، ويبدو أن قطر في طريقها لتنفيذ التزاماتها، ما يترتب عليه لاحقًا عودة العلاقات مع الدوحة بمستوى أفضل من سابقه، وهذا يعني بالضرورة الاستغناء عن مئات الأبواق المستأجرة في القنوات المدعومة حاليًا من الدوحة، وبالتالي تمرد هؤلاء على الواقع بمحاولة عدم وصول الأطراف المتخاصمة إلى مرحلة المصالحة الكاملة مهما كلّف الأمر.
لم يفكر هؤلاء المتنفعون يومًا بمصير المواطن القطري الذي يستضيفهم في بلاده، بدليل الحنق الذي أظهروه في مواقع التواصل الاجتماعي ومحاولة تشكيل اتجاه ضد الانفراج في العلاقات، بل عملوا أيضًا على تهميش احتفالات أهل الدوحة بفتح الحدود وعودتهم إلى محيطهم الخليجي.
هناك تغيرات كبيرة في المجتمع العربي، شملت انتشار طريقة تفكير مختلفة بين الشبان، ما يخالف توجهات المتربحين في سوق الإعلام.
لن يطول الوقت قبل أن تلفظ قطر هؤلاء القوم الذين يعملون من أجل الدمار والخراب، لأن بضاعتهم لا تجد سوقًا رائجة إلا حين تسود الفوضى وتكثر العداوات، وبغير هذه الحال لن يجدوا مكانًا باستثناء العودة إلى أرصفة لندن وقذف المارة بما يصل إلى أيديهم من حجارة أو نفايات.